شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 98)
- المحتوى
-
المنطق الصهيوني الذي يؤكد عليه ايجاباً. ان شعار «تحويل الصحراء الى مزارع غناء» الذي ارتكزت عليه
الدعاية الصهيونية يعني, في جوهرهء أحقية التملك على ارضية الفعالية الاقتصادية.
على أن هذا لا ينتقص البتة من جدارة دراسة الجدارة الاقتصادية للدولة الفلسظينية. ليس بهدف
تحرير سيف ديموقليس ليحصد عنق مشروع السلطة الوطنية ا مستقلة» ولا نفخ الصور لاعادة الحياة الى
0 الدولة الرميم: ولكن, تحديداً: بهدف تقييم الامكانات الاقتصادية للدولة العتيدة وتحديد الافق
الذي تتيح لها هذه الامكانات ان تبلغه والموارد والسياسات التي يجب عليها أن توظفها وتتبناها لبلوخ
هدف اتسنا 3 محدد. ويبشكل اكثر تخصيصاً لتحقيق درجة معينة من الاستقلالية . واضح أن الفرق
بين المنهجين لا يتعلق بالاسلوب بالضرورة بقدر ما يتعلق بالتضمينات التي تعزى الى النتائج. ان البحث
في مبررات تأسيس دولة ما هو أمر على درجة من الاهمية والشمولية بحيث لا يجوز تركه في يد الاقتصاديين
حلت ,لوكا اذا كان هؤلاء على مستوى كفاءة السيدة فيفيان بول. فاذا كانت السيدة بول تعتقد
ان التساؤل عما اذا كان الفلسطينيون يشكلون شعباً ام لا هو تساؤل مشروع (ص 57): وان
الفلسطينيين هم اردنيون (ص 55)ء وان قرار قمة الرباط المتعلق بوحد انية التمثيل الفلسطيني هو عقبة
في وجه التسوية (ص 7"), فما هو الذئي تسعى الى اثباته بدراسة الجدارة الاقتصادية للضفة الغربية؟
بكلمات اخرىء اذا كانت السيدة بول ترى ان الجدارة الثقافية والاجتماعية والسياسية غير متوفرة في
الدولة الفلسطينية, فماذا تجدي شبه الجدارة الاقتصادية التي «اثبتتء الباحثة توفرها؟ ماذا ينفع
الدولة اذا نجحت في امتحان ادارة:الاعمال وسقطت في السياسة والاجتماع والثقافة؟ اترانا نتحدث عن
دولة ام عن شركة مساهمة؟ ان تأسيس الدول هو مسالة سياسية بالدرجة الاولى, والاقتصاد لا يعني
شيئًا بدون توفر الهوية الوطنية والشرط التاريخي. ان دراسة الجدارة الاقتصادية للدولة الفلسطينية,
بالمعنى الايجابي الذي تطرقنا اليه قبل بضعة اسطرء لا يمكن ان تكون الا انطلاقاً من الاقرار المبدئي
بأن الامكانية الاثنية والاجتماعية والسياسية متحققة. آنذء فقط. يمكن للباحث أن ينطلق لتحليل الشروط
الاقتصادية.
على ضوء هذه المقدمة السريعة سوف اتناول بالعرض والتحليل الدراسات الثلاث المذكورة آنفاً التي
بحثت في الجدارة الاقتصادية للدولة الفلسطينية. وسوف انظم المراجعة تحت ثلاثة عناوين: المقدمات
وارضيات الانطلاق, معايير تقييم الجدارة الاقتصادية؛ واخيراً النتائج والتضمينات التي توصلت اليها
الدراسات المختلفة.
من المثير للاهتمام ان نلاحظ ان الدراسات الثلاث صدرت في النصف الثاني من.العقد الماضيء أي
خلال تلك السنوات التي لاح فيهاء وهم ام حقيقة, أن الدولة الفلسطينية تقع في حيز الممكن القريب ضمن
اطار تسوية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من ان الدولة الفلسطيذية تبدى الآن للبعض اكثر نأياً عما كانت
عليه منذ عقد مضىء الا ان اعتماد تحليل الجدارة الاقتصادية على الافتراض المبدئي بتوفر الجدارة
السياسية يحيّد من اثر تباين التقييمات السياسية خلال الفترات المختلفة.
١ المقدمات وارضيات الانطلاق
كتاب السيدة بول لا يستحق المراجعة في واقع الأمر. ذلك لآن'الاخطاء المعلوماتية التي ارتكبتها تثير
الحنقء وفهمها المسطح للمشكلة الفلسطينية بائس الى درجة تثير الأسى. على أن امتيازها الوحيد يكمن ف
أنها اصدرت كتاباً كاملاً: هو في الأصل اطروحة جامعية: مخصصاً لدراسة جدارة الضفة الغربية في
بدأت' الباحثة كتابها بفصل تمهيدي عرضت فيه الى بعض المبادئ الأولية المجترة لنظرية التطور
الاقتصادي: مراحل روستو الشهيرة: نظرية نوركشه للتطور المتوازن وهيرشمان للتطور غير المتوازن»
الشروط الضرورية للتصنيع حيث تحتل مسالة التضريف والاسواق مكان الصدارة“وناقشت السيدة بول
عن حق بأن مفهوم التصريف, اذا ما اخذ بالعلاقة مع المساحة الجغرافية للدولة ومع عدد سكانهاء يتجاهل
5١7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)