شؤون فلسطينية : عدد 152-153 (ص 266)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 152-153 (ص 266)
المحتوى
التأييد الكاسح من قبل الرأي العام في الضفتين لمواقف سوريا ومصر لم تبقه بمنأى عن
تأثيرات طبول الحرب مع أواخر أيار (مايو) 195017. وهكذا شهد الرأي العام خطوة
دراه اتبكية في ساحة العلاقات العربية؛ اذ وصل الملك حسينء في أواخر أيار (مايو)؛ فجأة,
الى القامرة, وتمء في غضون ساعات من وصوله, ابرام اتفاقية للدفاع المشترك بين الأردن
ومصر(” '), على غرار الاتفاقية المبرمة بين مصر وسوريا. وتمتء في الوقت ذاته, وبضغط مباشر
من عبد الناصر, مصالحة عاجلة بين الملك الأردني وأحمد الشقيريء رئيس اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرين الفلسطينية(57).
وفي تظاهرة مقصودة لابراز هذه المصالحة وتحقيق الأثر المعنوي المطلوب من ورائهاء
عاد الملك حسين إلى عمان وبصجبته؛ على الطائرة ذاتهاء أحمد الشقيري. وأعلن الملك فور
وصوله «ان أملي كبير في أن نتمكن من الوصول الى اهدافنا والحفاظ على أرضنا واستعادة
حقوقنا ومجابهة التحدي بقوة؛ بحزم, بتصميم (05).
وكما حدث بالنسبة إلى العراق» فقد فشلت الجهود التي بذلها عبد الناصر لحمل الأردن
ووسوريا على توقيع اتفاق مشترك بينهما. واذا كانت الخلافات السياسية والمعارك الكلامية
التي انبثقت منهاء بين سوريا والأردن» مماثلة لتلك التي كانت بين مصر والأردن والتي لم
تحل دون توقيع الاتفاق لحظة دنى الخطر, فقد بقي بين سوريا والأردن ذلك الخلاف الناجح
عن إحتضان الأردن للرائه السوري المنشق وجماعته. ويبدو ان عبد الناصر بذل جهداً كبيرا
لحل هذا الاشكال المعقد, فقد رفض الأردن ان يسلم الجماعة السورية المنشقة الى السلطات
السورية وان ابدى انه لم يعد شديد الحرص على بقائها فوق أراضيه؛ فيما تمسكت سوريا
يضرورة تسلم هذه الجماعة. وأدى تدخل عبد الناصر الى حل وسط اقترحه على الجانبين وهى
ان تقوم مصر باستقبال الرائد حاطوم وجماعته حيث يمكن وضعه تحت رقابة مضمونة بحيث
لا يتمكن من اتيان أي نشاط ضد سسوريا. وبدا هذا الأقتراح؛ في ظروف دنو الخطر اقتراحاً
معقولاً. ولكن حين تسلم عبد الناصر موافقة سوريا عليه كان الأوان قد فات, فقد قامت
الحرب7؟"). وهكذاء فإن الملك حسين حين عودته من القاهرة وكان ينتظر رد سوريا على
اقتراح عبد الناصي اكتفىء عندما تطرق في حديثه الى سورياء بالقول ان اتفاق الأردن مع
مصر مماثل لاتفاق مصر مع سوريا ولذا «فانني أعتبره وكأنه موقع بين الأردن وسوريا».
آأيضاً!04.
وقد أبدت السعودبية؛ على الفور, مباركتها لخطوات المصالحة والتهدئة هذه. وكرر الملك
فيصل تمنياته بأن «يأتي اليوم الذي تنتهي فيه مشكلتنا مع اسرائيلء وازالة اسرائيل عن
اليجود», معلا «انه لن يكون هناك سلم ف المنطقة ما دامت اسرائيل في الوجود». '). وبدخول
الأردن في اتفاق الدفاع المشترك مع مصر واعتباره اياة منسحباً على سورياء وضع املك
حسين» »قبل الحرب بخمسة أيام ‏ فقطء يده في النار المتأججة: على كثرة ما تردد طيلة السنوات
السابقة؛ في مجاراة السياسات المصرية والسورية ضد اسرائيل. اما لماذا فعل الملك ذلك, فإن
الخوض في الاسباب سيد خلنا في بحث جديد نخرج به عن عرض هذا الحديث.
ومهما يكن من أمرء فإن هذه المصالحات والتهدئات والمباركات واعلانات التأييد لمصر
وسوريا الصادرة عن العواصم العربية كافة؛ التي شهدتها الايام الأخيرة من آيار ( مايى )
والأيام الأولى من حزيران ( يونيو )» قد انهت من الناحية الرسمية فترة التنابذ بين المحورين
1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)