شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 6)
- المحتوى
-
قد سقط فعلا أمام الصمود الأسطوري العظيم؛ الذي جسّده المجاهدون الفلسطينيون
واللبنانيون في تصديهم الرائع للعدوان فوق كل شبر من ارض الجنوب اللبناني» والذي تُوْج
بملحمة بيروت الخالدة» التي دخلت التاريغ المعاصر كاطول» وأصلبء وأعنف. مواجهة عربية
- صهيونية؛ كدر لها أن تتم في جزيرة ضيقة محاصرة من كل جانب.
وكان من نتائجها أن وجد العدو نفسه مضطراً إلى الاعتراف بالفشل وإفلاس جيشه في
تنفيذ المهمة الموكلة إليهء لأول مرة في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي» وانعكاسات ذلك
داخل كيانه؛ وعلى صعيد المنطقة بأسرها
وما أن كُسرت شوكة الرهان الأميركي - الصهيوني المباشر. على ضوء النتائج الملموسة
لعملية الغزو والاجتياح والحصارء حتى ظهر الرهان الثاني عبر الفصل الآخر من المؤامرة,
والذي انيط بالنظام في سوريا القيام به؛ والعمل على تحقيق اهدافه. وهي ذات الأهداف التي
أخفق العدوان الصهيوني - الأميركي في تحقيقها عبر غزى لبنان» وحصار بيروتء فظهرت
مسرحية التمرد والانشقاق كمقدمة بائسة, وهزيلة» ومفضوحة: للمؤامرة؛ فحدث ما حدث في
دمشق والبقاعء, ويعلبك والهرمل؛ وأخيراً: الحصار المزدوج للنظام السوري من البن
والصهيوني من البحرء لمدينة طرابلس البطلة, وللمخيمات الفلسطينية المحيطة بهاء حيث
التقت قذائف الأشقاء والأعداء فوق رؤٌوسنا ورؤوس حلفائنا على نحوهمجى فخلفت وراءها
الدمار والموت لذاء والعار لمرتكبيهاء وليسفر ذلك عن الخروج الثاني لقوات الثورة الفلسطينية
من لبنان.
وبالرغم من هذه الجراح الدامية في الجسم الفلسطينيء كانت المقاجأة الكبرى
الفلسطينية اللبنانية في خوض أروع حروب الاستنزاف ضد الوجود الاسرائيلي - الأميركي
على أرض لبنانء وجنوبه بالذاتء يقوم بها الشعبان الفلسطيني واللبناني: وهو ما اصطلح
على تسميته «المقاومة الوطنية اللبنانية»» وهيء في حقيقتهاء مقاومة فلسطينية مع حلفائنا
اللبنانيين الوطنيين والمسلمينء وهذا ما أكده قادة العدى وجذوده» وتبرهن عليه الأحداث
والشواهد الحية على أرض الجنوب. واستطاعت هذه المقاومة الفلسطينية اللبنانية أن
تسجل أروع وانجح حروب الاستنزاف ضد هذا الجيش الاسرائيليء وأنزلت فيه خسائر لا
تقل عن خسائره في حصار بيروت و [في] أثناء الغزي في الجنوب. وأجبرت: للمرة الأولى» هذا
العدى على الانسماب من الجبل وصيدا! والجنوب. ويدلً من أن نحتفل, نحن وإخوانتا
وحلفاؤنا اللبنانيون: بهذا الانتصار العظيمء اذ بالمؤامرة والمتآمرين يرموذناء ويرمون لبنان
معناء بنخطر حلقات التآمر عبر هذا الاقتتال الطائفي البغيضء وفيما سموه ب:«حرب
المخيمات» في صيدا وبيروت, وحروب الطوائف في بيروت الغربية» وطرابلسء والجبل,
والجنوبء ليدخل لبنان هذه الدوامة؛ طبقاً لهذا .الاتفاق المنعقد بين ماكفرلين ومورفي وبين
القيادة السورية واسرائيل, لتقسيم لبنان الى كانتونات طائفية وإلى تشتيت جديد للوجود
الفلسطيني البشري من لبنان ولضمان عدم القيام بعمليات عسكرية من [قبل] الفلسطينيين
وحلفائهم من جنوب لبنان ضد العدو الاسرائيلي.
وهنا ينطلق السؤال الهام: هل نجحت «عملية سلامة الجليل»؟ إنني أعلنها بكل إعتزان
وخاصة في هذه الآونة التى تنهال فيها صواريخ الكاتيوشا على المستعمرات الاسرائيلية في - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)