شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 34)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 34)
- المحتوى
-
الاسلوب الذي استمرت تمارسه؛ طوال السنوات الماضية, بعض الكتابات التاريخية في
التعامل مع الرجل وقضيته. لقد بنى المؤرخون الفلسطينيونء طوال الأعوام لماضية؛ صورة
للقسّام تكاد تكون اسطورية» واقاموا من حول شخصيته هالة من التمجيد الأخلاقي
الديماغوجي» أقل ما يمكن ان يقال فيهاء انها اساءت لقضيته؛ واضافت أمام البحث العلمي
غير المتحين عراقيل تضاف إلى مجموعة العراقيل والصعويات الكامنة, اأصلاء في التعقيدات
التي تحيط بعملية فهم المغزى التاريخي الذي حاولت ان تلعبه وتضطع به الحركة القسّامية,
وذلك ليس بصفتها أحد المكونات للتشكيلات الايديولوجية والسياسية التي يقوم عليها بناء
الحركة الوطنية الفلسطينية؛ واتما بصفتها الدلالية أيضاًء في اطار الاستمرارية الايديولوجية
للمشاريع التي طرحها في عموم المنطقة تيار الحركة السلفية» الذي يمكن من النظر إلى الحركة
القسّامية كثحد اشكال حضور هذا التيار في الحركة الوطنية الفلسطينية.
ومع ذلكء فانه ينبغي الاستدراك للقول ان هذا الدور الذي قام به بعض المؤرخين - وهم
على أية حال كتبوا تحت تأثير مواقف ايديولوجية مسبقة لم يكن يشكل النموذج الوحيد
الذي ساهم بوضع العراقيل أمام محاولة فهم المفزى الخاص الذي انطوت عليه الحركة
القسّاميةء بل ان هناك أطرافاً أخرى لم يكن اسهامها أقل أهمية في هذا المجال في اقامة ذلك
الطوق الحديدي من الجهل والصمت الذي فُرض حول شخصية ة الرجل وحركته طوال
الفترات الماضية. ولكي يتبين القارئْ طبيعة هذا الطوق الذي فُرض على شخصية القسّام
يكفي» فقطء ان يستعيد مواقف القوى والاحزاب الرئيسة في الحركة الوطنية الفلسطينية من
شخصية القسّام وحركته, ليرى أي نوع من انواع النفاق الايديولوجي» والسياسي» ذلك الذي
تعاملت به هذه الاطراف.
لقد امكن خلال الخمسين عاماً الماضية؛ ان يظهر القسّامء في صور أربع شخصيات؛
واحدة منها فقطاهي صورته الحقيقية أما الثلاث الأخريات: فكانت صوراً لاشخاص آخرين
لا يمتون إليه بصلة. أما هذه الصور الأربع» فكانت على الندى التالي: ١ صورة داعية
ليبرالي للقومية العربية في حزب الاستقلال(١)؛ ؟ -صورته كاحد أركان الحزب العربي بزعامة
المفتي الحاج آمين الحسيني( (), ثمء الصورة الثالثة التي أمكن ظهوره فيهاء وهى يمثل
رمزاً ملهماً لاحزاب اليسار الماركسي الفلسطيني ومنظماته؛ 6 - وصورته الأصلية؛ كداعية
دينء في اطار الحركة السلفية الحديثة, التي كانت دعوته وممارسعته واحدة من امتداداتها
الرئيسة.
إن هذا الالتقاء الغريب» بين الاطراف الرئيسة في الحركة الوطنية الفلسطينية؛ على تبني
حركة القسّام ورسم صورة خاصة لشخصية مؤسسها » يطرحء بلا شك؛ علامات استفهام
حول الاسباب التي دعت هذه الأطراف جميعاً. إلى ان تتعامل مع قضية الرجل على هذا
النحو. ولكن لنحاول ان نقدم تفسرراً لهذه الاشكالية؛ التي من الضروري استجلاء ابعادهاء
من أجل التفرغء, بعد ذلك لبحث موضوعنا الاصلي.
التناقض الاشكالي
قلنا ان التيارات الرئيسة الماضوية في اطار الحركة الوطنية الفلسطينية التقت: جميعهاء
في محاولة ريسم صورة خاصة لشخصية القسّام. . وقد اشرنا بصورة عايرة» أيضاً» إلى ان هذه
رذ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)