شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 39)
- المحتوى
-
كسب هذا لموقع الذي كانت تتوارثه ذات العائلة, أباً عن جدء والتمسك بعدم التفريط به. وفي
حكاية الصراع التاريخي بين الحسينيين والنشاشبيينء ما يمكن ان يضيء هذا الجانب(١).
بهذا تقترب» وان يكن بنوع من الايجاز والتبسيط, من الاشكالية التي نريد ان نضع
اليد عليهاء ونعتبرها الحقل الهام اكثر من غيره في.اضاءة طبيعة التناقض الذي ميز العلاقة
بين الرجلين» يما :انهما ينطقان باسمي مرجعين متعارضتينء في اطار” الفكن والممارسة
الايد يولوجية الاسلامية: لقد كان من .الضرورني للمفتيء وهى الذي جاء الى قيادة الخركة
الوطنية: الفلسطينية من نفس المؤسسة الدينية التقليدية التي اشرنا الى طبيعتهاء وهى الذي
ينبغي لنا نسجل له ذكاءه وقدرته الحادة التي استطاع بها ان يوسع هذه المؤسسة:, من اطان
صفتها الدينية الى ان تصبح المؤسسة التي تقوب حركة وطنية واسعة النطاق وذات صلاحيات
تتعدى الاطار الديني المررسوم.لها(03)؛ نقولء لقد كان من الضروري وهو يقوم بذلك» ان يرتاب
من المغزى الذي كانت تنطوي عليه الدعوة القسامية؛ ومن شخصية زعيمهاء وخصوصاً من
التوجهنات التي تنطؤي عليها. وهنا زيما يمكن.تفسنير الحادثة السابقة التى.اشرنا اليهاء ليس
باعتيار ان المفتي كان معارضاً العمل المسلح, كما حاول معظم المؤرخين ان :ياخذن بذلك: وانما
لكونه كان يحمل اصماراً على ان يبقى هو المهيمن الفعلي على كل ما يتعلق نتشاطهاء وان يبقى
هو بما يمثل» صاحب.القرار في ما يتعلق بالخيارات .التي تطرحها الحركة الوطنية.
إن هذا الارتياب الذي كان ينظر من خلاله المقتي نحو التوجهات الايديولوجية
والسياسية للقسّام وحركته» كان يعكس. في حقيقة الأمرء طابع هذا التناقض الذي بيّنا
جوانبه وهى الأمر الذي كان يستدعي من جانب المفتي» وقد امسك بزمام قيادة الحركة
الوطنية بيد» وباليد الأخرى بالمؤسسة الدينية الرسمية الوحيدة''). ان لا يتهاون مع أي
اتجاه أو مشروع من خارج المؤسسة التقليدية التي يعبر عنهاء يمكن ان يشتم فيه بذوراً
لنزع المشروعية الروحية التي ينطق باسمهاء او بذر الشكوك فيها. لقد كان الامر يتعلق
بالدفاع عن المؤسسة الدينية. كما كان يتعلقء بذات القدر, بالدفاع عن موقعه الزمنى في
قيادة الحركة الوطنية. وهكذا كان على المفتي» وهو يخوض المعركة ضد خصممه التقليديين
الذين ينازعونه مواقعه, في مرحلة بلغ فيها التعارض والانشقاق في صفوف الحركة الوطنية
الفلسطينية ذروته؛ ان يسعى الى توظيف الحركة التي مثلها القسّام والصدى الشعبي الذي
لاقته في المرحلة الأولى طالما ان هذه الحركة قد اجهضت قبل ان تتمكن من نشر مشروعها -
كما لى انها تمت بايحاء منه وتوجيهاته, وبتنسيق كامل معه. أما في المرحلة الثانية, مرحلة
دقع الهجمات والانتقادات التى وجهت الى دوره في قيادة الحركة الوطنية بعد الهزيمة» فقد
كان من الضروري أن يكون القسّامء واحداً من رجالاته, المقربين منه, وأحد اركان الحزب
العربي ؛.وهكذا كان لا بد للمفتي ان يصمت هو الآخر, كما فعل داعية اليسار قبل ذلك عن
الجانب الرئيس في شخصية الرجل الذي ظل يرتاب منه. ولكن إذ! كان الثاني قد صمت عن
ذلك مرةء فقد صمت الأول مرتين.
إذن» بعد أن انتهينا من استعراض الطريقة التي تعامل بها كل من داعية اليسنار
والناطق باسم المؤسسة الدينية التقليدية» نصل الى بحث الموقف الذي يتبناه داعية القومية
الليبرالية. وإقد قلنا قبل ذلك؛ أننا لأسباب تقنية, سوف نؤجل بحث هذه الشخصية الثالثة
الى الآخر. وهنا يتوجب علينا ان نوضح هذه.الاسباب. ان في رأس الاسباب التى دعتنا الى
58 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)