شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 53)
- المحتوى
-
التحرير الشعبية. لكن عبد الناصر والبعثيين كانوا متفقينء آنذاك, على القول الذي اعتاد ان
يردده الرئيس المصري بأن أكبر العقبات ناجمة «عن تحالف العنصرية الصهيونية مع
الاستعمار وتواطق الرجعية العربية مع هذا التحالف عن طريق صلتها بالاستعمار7"). وي
موازنة بين الاندفاعات البعثية الحماسية والأتزان المصريء كان عبد الناصر يعلن «أن
الجمهورنة العربية المتحدة تحتفظ لنفسها بالحرية في العمل, بالتنسيق وبالتعاون؛ مع القوى
العربية الثورية... [وأنها] تحتفظ لهذه القوى بالقرار النهائي لزمان أي معركة ومكانهاء(8).
شيء آخر كان عبد الناصر, في أحيان كثيرة وليس ف كل الأحيان» يزنه يميزان أقل تطرفاً
من الميزان البعثي؛ فعبد الناصر. حتى مع اتفاقه مع البعثيين. اليساريين في لب الموقف من
الرجعية العربية» بقي متميزاً عنهم في حرصه على ابقاء الباب مفتوحاً أمام الدول العربية
الأخرى للاشتراك في جهود المجابهة ضد اسرائيل. وكان من رأيه «آن تكؤن جبهاتنا مع
العدى في أية نقطة منهاء قادرة على أن تتلقى.:. أي ضدمة مفاجئة»(), في.اشارة واضحة إلى
الجيهة الأردنية. :
وفي حين اتصل هجوم البعثيين على حكام الأردن والسعودية, بقي عبد الناضر يهاجمهم:
غير أن لهجة الجانبين في الهجوم اختلفت. فازاء التشدد الذي وسم اللهجة البعثية» اتسفت
تصريحات عبد الناصى على الدوام» بالرغية في.ممارسة الضغط من أجل حمل الأردن على
المساهمة في مجهودات المجابهة؛ مما جعلها تتناوب بين التشدد الذي تمليه دواعي الخصومة
واللين الذي تقتضيه الحاجة لترك الأبواب مفتوحة أمام التعاون في المستقبل. "
محاولة اجتذاب العراق والأردن
وفي. غضون ذلك؛ راحت تتوطد علاقات مصر وسوريا أكثر فأكثر, على الرغم من نقاط
الاختلاف الموجودة بينهما: وانتهى الأمر إلى توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين البلدين في
تشرين الأول ( آكتوير ) 1537. وبموجب هذه الاتفاقية, تشكل مجلس دفاع وقيادة عسكرية
مشتركان على أساس انه «في حالة وقوع أي اعتداء مفاجئ على احدى الدولتين المتعاقدتين:
فبالاضافة إلى الاجراءات العسكرية التي تتخذ لمواجهة العدوان, تقرر الدولتان: فورا
الاجراءات الأخرى التي تضع خطط هذه الاتفاقية موضع التنفين»(00).
وقد حاول عبد الناصر اجتذاب العراق للدخول في هذه الاتفاقية, غير أن تعقيدات
العلاقات بين العراق وسورياء الناجمة عن اختلافات البعثيين العراقيين مع زعيم النظام
العراقي, آنذاكء عبد السلام عارفء الناجمة؛ بدورهاء عن انقلاب عارف على زملائه البعثيين
العراقيين ومحاولته الاستفراد بالحكم دونهم. حالت دون دخول العراق في اتفاقية تشترك
فيها سوريا. واذ واصل عبد الناصر السعي في هذا الاتجاه, نجحت جهوده في الزام العراق,
بصورة غير مباشرةء بمضمون الاتفاقية؛ الذي هو التعاون في مواجهة العدوان. وعلى ذلك:
اعلنت الحكومة العراقية أنها «اذ تبارك هذه الاتفاقية, تؤكد تمسكها بجميع التزاماتها
العسكرية الناشئة عن ارتباطها [مع مصم] باتفاقية القيادة السياسية الموحدة والاتفاقيات
الأخرى, كما تؤّكد استعدادها لوضع جميع امكانياتها للدفاع عن الشقيقة سوريا أو أي قطر
عربي آخر .يتعرض للعدوان»7١0), وفي العبارة الأخيرة اشارة فصيحة الدلالة إلى الأردن.
هذا كله أظهرء على نحو جلَ» أن ثلاثة بلدان عربية راحت تعزز تعاونها العسكري,
ليك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)