شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 82)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 82)
المحتوى
الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاعء إلا أن الظروف التي يعيشها الشعب هناك والحصار
الذي تحكمه كل من:اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية حوله؛ والتي استطاعت أن تجند نظم
الحكم العربي لصالحه تحت ما يسمى مكافحة الارهاب الدوليء فإن هذا الكفاح وحده ليس
كفيلاًٌ بالضغط على اسرائيل. إلى درجة كافية؛ لتقبل بالشروط العربية» خاصة وأننا نعلم انها
لا تناضل من أجل قطعة أرض هنا أو هناك: أى مستعمرات استولت عليها ويمكن ان تتخى
عنهاء بل إنهاء في الحقيقة, تدافع عن وجودها الاستعماري العنصري ذاته؛ وأن التخلي عن
الطابع الاستعماري العنصبري لن يكون إلا تحت ضغط شديد يدفعها إلى ذلك.
بمعنى أن مفاوهضات كهذه محكوم عليها بالفشل سلفاً. خاصة وانه ليس لدى الاطراف
العربية: حالياًء مساندة دولية تعادل المساندة الاميركية لاسرائيل المتمثلة في التحالف
الاستراتيجي بينهماء لا سيما بعد ان رفض الاتحاد السوفياتي, أوتحفظ, على فكرة الاتفاق
الأردني - الفلسطيني.
كذلك ليس هناك ما يدل على استعداد أي من اسرائيل أو سوريا للتفاوض المباشر. قبل
أنهاء التفاوض بين الأردن واسرائيل على الأقل. ولا ينتظر أن يبدي أيهما هذا الاستعدادء إذ
ترى اسرائيل أن نتائج التفاوض مع الأردن: كجانب أضعفء يمكن أن تقوب الى أسس
التفاوض مع سوريا؛ وأن سورياء حينئذء سيضعف مركزها لأنها ستجد نفسها وحيدة في
لميد ان الآمر الذي يقودها إلى مائدة المفاوضات, راضية أو كارهة, مما يسهل على إسرائيل
فرض شروطهاء خاصة وأن سوريا بذلك تفقد, تقريباً. جميع احتمالات الدعم العربي» عدا
لبنان» الذي يعتبر في النهاية: قوة محدودة قد تكون مؤثرة في الدقاع ولكن يصعب تحولها إلى
الهجوم؛ كما أن لبنان المنهك؛ جراء الحرب الأهلية, لن يكون قادراًء أو راغباً. في التورط في
صراع مسلح مرة أخرى.
وهنا يمكن لاسرائيل أن تطالب بيقاء الجولان منزوعة السلاح مع الاحتفاظ ببعض
النقاط الهامة فيهاء وبحق المروى إليهاء وبأن يكون لها دور في الادارة المدنية باعتبار وجود
مستوطنين عليها. وفي أحسن الأحوالء فأنه يمكن الاتفاق على انسحاب إسرائيل من الجولان
مع بقائها منزوعة السلاح والاعتماد على نظام إنذار مبكر متقدم محمول جواً؛ أى بمعاونة
الأقمار الاصطناعية الأميركية. ولا يتحقق هذا الحل إلا بدعم سوفياتي لسوريا يمكن أن يهدد
بتحول الميزان العسكري بين سوريا واسرائيل لصالح سورياء وبحيث تصبح العودة إلى
الصراع المسلح خياراً محتملاً.
إذا تمت التسوية من خلال مفاوضات مباشرة بين الأطراف العربية وإسرائيل» فإن
الولايات المتحدة الأميركية ستقوم بعرضها على مجلس الأمن للتصديق عليهاء وبحيث تلتزم
الدول ذات العضوية الدائمة في المجلس بعدم إمداد أطراف الصراع بالسلاح, بما يغير من
الميزان العسكري بين العرب وإسرائيل» وبحيث تضمن التفوق الدائم لاسرائيل. وهنا لا تكون
لدى أصدقاء العرب في الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية فرصة للمناورة» إذ كيف يمكنهم
أن يرفضوا ما قبله» فعلاًء أطراف الصراع؟ وهل سيكونون عرباً أكثر من العرب أنقسهم؟
وبهذ! تنقلب إمكانيات الأصدقاء بدأ من من أن يكونوا دعماً للميزان العسكري العربي,
يصبحون قيداً عليه؛ بل وربما يكونون أكثر تشدداً في تنفيذه من أعدائهمء وهكذا تنتقل
مسؤولية الصراع من الجيل الحالي إلى اجيال تالية» في ظروف أخرى.
تاريخ
يناير ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)