شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155 (ص 125)
- المحتوى
-
ينقسم كتاب «الأدب العربي في ظل الحرب...» إلى قسمين كبيرين؛ يضم كل قسم منها ستة فصول
فضلاً عن فصل أخير أضافه الكاتب في اثناء اعداد الكتاب للنشرء ويتناول الأعمال التي ظهرت عقب حرب
تشرين الأول (اكتوير) 151/7
يعالج القسم الأول المظهر السلبي للنزاع العربي الاسرائيلي ادبياً؛ من حيث غيابه عن الانتاج
الأدبي العربيء لآن قضية فلسطين ظلّت, حتى حرب حزيران (يونيو) 15317 بالنسبة إلى غير
الفلسطينيين» مسألة تضامن فكري وشعوري بعيدة عن الممارسة الفردية. ويستشهد بلاصء على ذلكء
بقول سارتر: «إن الأديب يكتب إلى جمهور قريب من مفاهيمه وتجاربه. للأديب موقف من عصرهء:فلكل
كلام صداه؛ ولكل صمت أيضا . 1
وربما لم يكن غياب الكاتب العربي غياباً كلياً عن القضية. فهناك عدة أعمال عالجت موضوع حرب
4 مثل روإية «طريق العودة» ليوسف السباعي ومسرحية «وطني عكاء لعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهما.
إلا ان تلك الاعمال اتصفت بالتسطيح وغياب الوعي؛ ذلك ان موضوع «طريق العودة» مثلاًء ليس حرب
العام 1554 في ذاتهاء يل «يتعلق بمغامرة غرامية بين ضابط مصري شاب وزوجة زميله في المعركة. وجاء
الكاتب بقضية فلسطين ليرد بطله بمخرج من الورطة التي تردّى فيها». وعن مكانة فلسبطين في وعي
البطل, يقول الكاتب يوسف السباعي: «ولم تثل مشكلة فلسطين من تفكيره أو احساسه... إلا بالقدر الذي
تناله مآسي الغير التي ذمّر على عناوينها في الصنحف... وعندما بدأت الحرب ضد اسرائيل... لم يحاول أن
يكُوّن لنفسه رأياً فيها». . غيد ان مثل تلك الكتابات كانت تشير إلى:إهمال العرب للفاسطينيين ولقضيتهم,
وه إهمال يتضح أكثر في انتاج الكتّاب الفاسطيتيين.
فقبل العام /15» ومنذ الثلاثينات ظهرت القصة القصيرة مع خليل بيدس ثم محمود سيف الدين
الايراني ونجاتي صدقي ويوسف عيسى البندك الذين اهتمؤا بالجوانب الطبقية في الادب لكنهم يلم
يشاركوا في الاتجاه الوطني المناهض للحركة الصهيونية». وكانت هناك أصداء للنزاع العريي الاسرائيلي
في كتاباتهم» بشكل أو بآخرء كما في رواية «الوارث» لخليل بيدس الذي « لا يتطرق بتاتاً إلى موضوع
المواجهة اليهودية - العربية في فلسطين. ولكنه يعبر عن موقف عدائي لليهود كبقس», حسب تعبير بلاص.
أما اسحق موسى الحسينيء في روايته «مذكرات دجاجة»؛ فانه يعكس الصراع بطريقة الرمزء وهي نفس
الطريقة الرمزية التي يتوخاها نجاتي صدقي في «الأخوات الحزينات» لوصف مشاعر الاحباط والحيرة لدى
العرب تجاه انتصار المشروع الصهيوني على أرض فلسطين. 7
وبعد العام .١1544 صار الأدب الفلسطينيء بفرعيه, يصور البطل انسائاً ذا شخصية مزدوجة
الانتماء, الانتماء إلى الأرض والشعبء من ناحية, وإلى الدولة التي يعيش في ظلهاء من ناحية أخرى. انه
تصوير لشعب ممزق ومشتتء وهو ما قام به اميل حبيبي وسميرة عزام وتوفيق فياض وغسان كنفاتي
وعيسى الناعوري ويوسف شرورى وغيرهم. ويستنتج المؤلفء من أعمال هؤّلاء»ء ان بلورة الوعي القومي
الفلسطيني تمت, بالنسبة إلى الذين ظلوا في البلاد من خلال الممارسة اليومية للواقع وبتوجيه القوى
اليسارية ألتي دعت إلى التضامن مع أبناء الشعب المشتت ومع العالم العربي دون التضحية بخصائص
الفلسطينيين كأقلية قومية متمسكة بقيمها وأرضها. وهذا الوعي أنجب أدباًء خاصة في الشعر, يمتان
بالروح النضالية والعاطفة الحارة» أثار حماس العرب بعد حزيران ( يونيى) 1977. أما بالنسبة للاجكين,
فقد تبلور هذا الوعي من خلال تجربتهم المريرة الثقلة بخيبة الأمل والاهانات في البلاد العربية, الأمر
الذي أدى إلى ظهور قيادة سياسية جديدة وأدب يعكس الواقع ويشير إلى مواطن الضعف.
لكن المؤلف يشير إلى كون هذا الوعي القومي كان من نصيب طبقة المثقفين فقطء ولم تصل جذوره
إلى جموع اللاجئين في المخيمات. فحدثت هوة عميقة بين القيادة الفكرية وسلوك الجماهير دوهوما انحكس
بوضوح في هروب 1
بعد حزيران ( يونيى ) 1537 كان «الهروب» - بتعبير بلاص - «والبحث عن الهوية» من أهم مواضيع
الكتابات الأدبية» فضللاٌ عن القمع والمضايقات التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل الانظمة العربية؛
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 154-155
- تاريخ
- يناير ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5119 (6 views)