شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 6)
- المحتوى
-
جانياً من الفلسطينيين واشعرتهم بأن لهم متحدثين باسمهم. . الاان ألاهم من ذلك هى أن
الدول العربية, من خلال خلقها لمنظمة التحرير الفلسطينية» رفعت يدها عن القضية
الفلسطينية, وذلك ليس ايماناً منها بحق الفلسطينيين بالاستقلالية في التصرفء وانما لتتهرب
من أية مسؤولية فعلية تجاه الشعب الفلسطيني.
وقد سيطرت النقاشات المتعلقة بالشخصية الفلسطينية والاستقلالية الفلسطينية, علي
حيز كبير من الجدل الذي صاحب ظهور المنظمة؛ ذلك ان التيار القوميء وخصوصاً
الناصريين؛ كان يشكل قوة ضاغطة حتى تبقى المنظمة اداة خاضعة للاستراتيجية الرسمية
العربية:» بينما ارادها الوطنيون الفلسطينيون اداة تعبر عن الاستقلالية في العمل
الفلسطيني. وسيطر الاتجاه الأول طوال السنوات الاريع الأولى (1938-1534): حيث
ان الميشاق القومي المعمول به خلال تلك الفترة, اوضح ان لا اطماع للمنظمة لممارسة أي
سيادة فلسطينية. فالمادة الرابعة والعشرون نصّت على أن «لا تمارس هذه المنظمة أية سيادة
اقليمية على الضفة الغربية في المملكة الأردنية الهاشمية ولا قطاع غزة ولا منطقة الحمّة».
الا ان نصوص «لميثاق الوطني» (1514). كانت اكثر تأكيداً على الشخصية
والاستقلالية الفلسطينية وان كانت تقرن بين الاستقلالية والشخصية الفلسطينية وبين
الانتماء القومي والوحدة العربية؛ فالمادة الثانية عشرة اكدت على أن «الشعب العربي
الفلسطيني يؤمن بالوحدة العربية» ولكي يؤدي دوره في تحقيقها يجب عليه؛ في هذه المرحلة
من كفاحه الوطنيء ان يحافظ على شخصيته الفلسطينية ومقوماتهاء وان ينمي الوعي
بوجودهاء وان يناهض أياً من المشروعات التي من شأنها اذابتها واضعافها». وجاء في المادة
الثامنة والحشرين: «يؤكد الشعب العربي الفلسطيني اصالة ثورته الوطنية واستقلاليتهاء
ويرقض كل انواع التدخل والوصاية والتبعية». اما المادة التاسعة والعشرون: فأكدت على ان
«الشعب العربي الفلسطيني هو صاحب الحق الأولء والاصيل في تحرير واسترداد وطنه,
ويحدّد موقفه من كافة الدول والقوى على اساس مواقفها من قضيته ومدى دعمها له في ثورته
لتحقيق اهدافه».
وقد واصلت المجالس الوطنية الفلسطينية التأكيد على الاستقلالية الفلسطينية في كل
مؤتمراتها. وكان هذا التشبث بالاستقلالية يتسم بأهمية بالغة ويشكل محور اهتمام
الفلسطينيين, عندما تكون هذه الاستقلالية وحرية العمل الفلسطيني مدل تهديد أو
مصادرة كما حدث في السنوات الأولى التي تلت خروج المقاومة من الأردن؛ أو عندما تطرح
مشاريع تسوية تتجاوز دور الثورة الفلسطينية. كما ان الاحباطات والضريات المتوالية التي
تلقتها الثورة الفلسطينية من قبل العدى الصهيونيء ومن قبل اطراف عربية؛ لم تمنعها من
مواصلة التركيز على هذه الاستقلالية: بل نجد ان الحفاظ عليها يصبح الشغل الشاغل
للثورة؛ بعد كل أزمة تمر بها. وهذا ما بدا واضحاً في الدورة ما قبل الاخيرة للمجلس الوطني
الفلسطيني في الجزاشن حيث جاء في البيان الصادر عن المجلس: «يؤكد المجاس الوطني
الفلسطيني على استمرارية التمسك بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل وصيانته ومقاومة
الضغوط التي تستهدف النيل من هذه الاستقلالية»(©.
الا ان تأكيد الميثاق الوطني على الاستقلالية الفلسطينية وابراز الشخصية الفلسطينية
لا يعني تواقق التصورات وتناغم الاجتهادات بين فصائل المقاومة حول مفهوم الاستقلالية
0. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)