شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 15)
- المحتوى
-
البخطورة أن تكون علاقتنا مع أنظمة الحكمء في اي قطر عربي, على حساب هذه الجماهير,
وخصوصاً ان واقع التجزئة قد أفرز انظمة متباينة في مواقفها من الجماهير وفي مواققها من
معركة التحرير بوجه خاص»(9).
ولكن» هل تسمح الدول العربية للثورة الفلسطينية باقامة علاقات ثورية مع الجماهير
العربية؛ لتثوير هذه الجماهير ودفعها الى تبني استراتيجية الثورة المسلحة ؟ واذا كانت
الثورة الفلسطينية؛ بحكم اسلوبها واهدافهاء تشكل جزءاً من النضال الجماهيري العربي,
فما هو مبرر رفع شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية ؟
ترى «فتح» وتقر بأن الانظمة العربية لن تسمح بتطوير قدرة الفعل والتأثير الفلسطينى
في الارض العربية» لان هذا معناه امكان تحريك الجماهير العربية ودفعها على طريق الثورة
لتغيير واقعها؛ لذلك؛ فان مهمة بعض الانظمة العربية منذ الايام الاولى لانطلاقة الثورة,
انصبت على كيفية الالتفاف على الثورة الفلسطينية ومحاصرتها(”؟).
اما رفع شعار عدم التدخلء فقد اعتبرته «فتح» موقفاً تكتيكياً مرحلياً. يهدف الى اتاحة
الفرصة للثورة لتثبّت اقدامها على الارض العربية» وعدم اعطاء المبرر لضربها واجهاضها.
وتوضح «فتح» مبررات رفع الشعار بانه «كان في رأينا ان الشعب الفلسطيني الذي عاش على
هامش الاحداث سنوات طويلة؛ لا بد له ان يتحرك ويستعيد ارادته ويرفض الواقع الاتكالي
السلبي الذي خُطّط له أن يعيش فيه. وكان تصورنا ان أي تحرك ارادي أصيل من جانب
هذا الشعب سيقابل بالعنف, بحجة ان هذا التحرك هو تدخل في شؤون الدول العربية...
فرقعنا هذا الشعار حتى .لا نعطي لاي دولة عربية أي مبرر لضرب شعبناء من جهة» وحتئ
تطمئن الدول العربية [إلى] ان توجهذا لن يكون الا للساحة الفلسطينية؛ شرط الا يكون هناك
تدخل في المقابل من [قبل] الدول العربية في الشؤون الفلسطينية, وشرط الا يكون هناك اي
مساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو اي محاولة لتصفية القضية: .اى التعرض لثوار
فلسطينء بشكل مباشر أو غير مباشي(1؟). 7
ومما لا شك فيهء أن فكرة.الثورة وممارسة الكفاح المسلح لم تجد قبولاً واستحساناً لدى
العديد من الانظمة العربية. فكلمة ثوري مقاتل في تلك المرحلة (مرحلة انطلاقة الثورة) كانت
غريبة ومرفوضة رسمياً. حتى على مستوى الانظمة الوطنية التي كانت ترى أن لا ثورة غير
ثورتها هيء ولا ثوريين غير القادة والاحزاب الحاكمة. وعليه؛ ارادت «فتح» ان تطمئن الانظمة
الى ان الثورة الفلسطينية لا تسعئ الى سلطة ولا تنافسها على السيادة. اما العلاقة بين هذه
الاننظمة وجماهيرهاء فتعتبره «فتح» من اختصاص المواطن العربي القطريء الذي يعرف
احتياجاته ويدرك مصالحه. وتعتبر أيضاً إن الثورة الفلسطينية ترتبط بالارض العربية ولا
ترتبط بالانظمة, والنظام العاجز عن ان يحمي نفسه؛ وان يعيش برضى مواطنيه: لا يمكن ان
يعيش برضى الآخرين. وتعترف «فتس» بأنهاء أحياناً. تتعامل مع انظمة عربية؛ وهى تعرف»
مسيقاً. ان مواقفها من الثورة خاطتئة؛ الا انها تراهنء من خلال هذا التعامل, على تغيير هذه
المواقف لصالح الثورة: بقوة فعل الحقائق التي تصنعها الثورة. وتميّن «فتس» بين الخط
القابل للاصلاح وبين الخيانة التى لا مجال للتعامل معها؟؟).
وتفضل «فتم» ما بين عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية» وبين حرية الثورة
بالتحرك في الارض العربية الذي يقوم على اسس مفهوم الأمن القومي الذي تسعى اليه
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)