شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 21)
- المحتوى
-
وليعيد الوجه الحقيقي للقضية كحركة تحرر وطنيء طرفها الاساسي هو الشعب الفلسطيني
في مواجهة اسرائيل والصهيونية والامبريالية . وقد استطاعت الثورة الفلسطينية, بالفعل, ومن
خلال نضالها السياسي والعسكري وزنشاطها الدبلوماسي المكثف, أن تؤكد الشخصية
الفلسطينية وتبرزها في المحافل العربية والدولية كقضية تحرر وطني, ونالت منظمة التحرير
الفلسطينية اعترافاً عربياً ودولياً. ١
ولكنء ماذا بعد ذلك ؟
هنا يكمن المأزق» ويبدا الطريق المسدود؛ ذلك ان الثورة الفلسطينية» وان كانت, من
خلال استقلالية القرار الفلسطيني؛ استطاعت ان تحقق وجودها وتفرض نفسها على مسرح
الاحداث, الا انهاء في الواقعء ويسبب محدودية امكاناتهاء لا تستطيع اتخاذ قرار المعركة
الحاسمة» قرار معركة التحرير, منفردة؛ وهنا تكمن محدودية ومرحلية هذا الشعار.
والثورة لن تستمر الى ما لا نهاية كثورة. فهي ثورة لتحقيق اهداف. وتحقيق الهدف
مرتبط بالقدرة. وقدرة الثورة على تحقيق هدف التحرير, أى ما دؤن التحرير الكامل» تبقى
محدودة. وقد اظهرت معركة بيروت )١1145( ضرورة وجود قرار عربي حاسم بالرد والتصدي.
الا ان غياب هذا القرار دفع الثورة الى خيارات صعبة وحرجة جداً. فهي اما ان تتنازل عن
قرارها المستقلء ليس لصالح قرار عربي قومي او لصالح استراتيجية عربية نضالية» نظراً
لغياب هذا القراروهذه الاستراتيجية؛ ولكن لصالح سياسات عربية اقليمية ولصالع قرارات
واستراتيجيات عربية اقليمية لاتضع في سلم اهتماماتها هدف التحرير؛ واما ان تبقى الثورة
مستمرة في التشبث باستقلالية القرار الفلسطيني؛ وهذا يعني ان تتعرض الثورة للتصفية,
حيث يقف الواقع العربي موقف المتفريج. 0 ١
لقد تعرضت الثورة الفلسطينية لهذا الخيار الصعب بعد بيروت. وحاولت ان تتهرب من
كلا الخيارين السالفين» ففضلت .ان تتشبث باستقلالية القرار الفلسطيني وترفض التبعية,
او الانضواء تحت أي استراتيجية اقليمية عربية. الا انهاء في مقابل هذا الخيار, قدمت الكثير
من. المبرونة والاعتدالء.بل يمكن القول التنازلات مقابل هذا. فلكي تتهرب من الؤصاية
السورية, نسقت:علاقتها مع المملكة الاردنية, مع انها كانت تعتبر النظام القائم فيها النقيض
الاساسيء الى جانب اسرائيل» للشعب الفلسطيني» حيث تثار الشكوك حول مدى التزام هذه
الدولة بتمثيل م.ت.ف. للشعب الفلسطيني. والسؤال الذي قد يثار. ما مدى التزام. الاردن
باستراتيجية الثورة الفاسطينية وفكرها ؟ وهل الاردن مع استقلالية القرار القلسطينىي
القائمة على هذه الاستراتيجية (استراتيجية الكفاح المسلح وحرب التحرين الشعبية) وهذه
السياسة التي تعتبر م.ت.ف. الممثل الشزعي والوحيد للشعب الفلسطيني الذي يسعى
لتحرير فلسطين ؟ ام انه مع استقلالية القرار الفلسطيني بمعنى مغاير للمعنى السابق
ولاهد اف غير الاهداف الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعلنها الميثاقء وطورتها
واكدتها المجالس الوطنية الفلسطينية ؟(04. ١
لكن» كيف وصلت الثورة الفلسطينية الى هذا المأزق في علاقتها العربية ؟
يمكننا القولء دون اصدار احكام مطلقة» ان الخلل في العلاقة كان ثنائي الجانب. فهو
خلل في.اسلوب التعامل الفلسطيني مع المديط العربي» وخلل في تعامل وتجاوب: حركات
التحرر العربية مع الثورة الفلسطينية. اما الخلل في الؤاقع البسمي العربيء واقع الانظمة
0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)