شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 23)
المحتوى
يعمل ضمن الشرعيات الرسمية القائمة؛ وفي هذه الحال ستفقد الثورة الفلسطينية صفتها
الثورية, وإن يتعدى سقف اهدافها السقف الذي تحدده الانظمة العربية.
وربما كان «اليسار الفلسطيني» قد وعى هذه الحقيقة, الا انه. للاسفء انغلق؛ مع
اقنوماته حول الحزب الثوري والنظرية الثورية وديكتاتورية البروليتارياء عن ساحة الفعل
والممارسة في الواقع. فبما انه لا نجاح للثورة الفلسطينية الا بقيادة عمالية ويالثورة
الاجتماعية؛ ويما ان هذه البروليتاريا ما زالت ضعيفة وغير مؤهلة للقيادة, ومتطلبات الثورة
الاجتماعية تواجهها عقبات» فقد فضل اليسار الانتظار حتى توجد الظروف المؤاتية» وانغلق,
فلسطينياً وعربياًء واكتفى بالتنظير السياسي والفكري على حساب الفعل والممارسة في الساحة
العربية؛ وهذا ما جعله يعيش المأزق ذاته الذي تعيشه بقية فصائل المقاومة الفلسطينية؛ ان
لم يكن اكثر.
ولكن» هل حركات التحرر العربية معفية من المسؤولية ؟
في الواقع» لا. بل ان مسؤولية حركات التحرر العربية في هذا المجال؛ اكبر من مسؤولية
الثورة الفلسطينية.
أن ضخامة التحديات التى تتصدى لها الثورة الفاسطينية يجعلها غير قادرة على تحمل
مسؤولية العمل المباشر في الساحة العربية, لتثوير الجماهير العربية ولخلق حركات ثورية
عربية. كما ان اي تحرك فلسطينيء في المجال الجماهير العربي؛ سيقابل ب «فيتو» عربي.
ومن هناء تقع مسؤولية الفعل والتثوير وتطوير البنى والهياكل المجتمعية العربية على عاتق
الجماهير العربية وحركاتها التحررية بمختلف قصائلها ومواقعها. وهناء ايضاً, تكمن
المعضلة؛ ذلك أن الواقع اثبت: ان هذه الحركات تعاني من قصور تكويني وتنظيمىء بل
وغموض لدى غالبيتها في مواقفها الايديواوجية؛ وتغليبها للاعتبارات الاقليمية على الاعتبارات
القومية الثورية؛ الامر الذي يجعل التحدث عن حركة تحرر عربية كلاماً يفتقر الى الدقة.
ان.اي محاولة بحث موضوعي لجركة 'التحرر العربية, بمفهومها الثوري القوميء
سيصل الى نتيجة مفادها شبه الغياب لهذه الحركة. واذا استثنينا المناضلين الثوريين الذين
يقبعون في السجون: او اولئك الذين. اجبرتهم قوى القمع على. الغمل.«تحت الارض» أو اللجوء
الى المنافي الاختيارية, فان بقية القوى العاملة على الساحة العربية» ويغض التظرعما ترفنع
من شعارات وتردد من كلمات طنانة عن الثورية والتقدمية والنضال: هي جزء من السلطة؛ اى
تبحث .عن السلطة» ولكن ليس بالاسلوب الثوريء وانما ضمن قواعد اللعبة ومحدودية سقفها
الاعلى. وقد اثبتت الاحداث ان كراسي السلطة, و مجرد التلوبيح بكرسي السلطة والحكم: في
وذادة أو بركان ‏ غالباً ما يجرد القوى الثورية من كثير من افكارها الثورية السابقة, فتطفى
متطلبات. السلطة على متطلبات العمل الجماهيري. :
أن واقع حركات التحرر العربية التكويني, والتنظيمي؛ والفكري, يشكل جزءاً اساسياً
في القصور والتردي الذي عرفته العلاقة بين الجماهير العربية والثورة الفلسطينية. ضحيح
ان الجماهير العربية تمحض الثورة كل التأييد والتعاطف؛ الا ان هذا التأييد يبقى عفوياً
عاطفياً؛ وفي عفويته وعاطفيته تكمن خطورته. وهى إن لم يُسيْس ثورياً. وينظم ويعباًء يبقى
عرضة لاي دعاية مغرضة(05,
والخطورة التي يمكن ان تترتب على المأذق الذي تعاني منه الثورة الفلسطينية, او
ل
تاريخ
مايو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)