شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 30)
- المحتوى
-
الدياسبوراء أي على البعد عن الاماكن المقدسة, كي تصوغ أدبياتها الموجه الى اليهود .بكلا
الجانيين غير موضوعي» لآن مأساة اليهودي» حدتى ف ظل النازية» ليس في كونه بعيداً عن
«أرض > الميعاد»» ولا لكونه «غريبا» في المانياء وائما لكونه يخضع لحكم عنصريء » هوذاتٍ الحكم
الذي تبشر تيشر به الصهيونية في ادبياتها السياسية؛ وهى الذي مارسته, وتمارسه. عملياً » تجاه
اليهود الشرقيين وتجاه العرب في اسرائيل. من جهة أخرى؛ لم تكن الأماكن المقدسة. في أي
يوم » محرمة على الحجاج؛ اذ يستطيع المسلم الصيني أن يحج الى مكة متى أراد» وإذا لم
يستطعء » لسيب ماء فيمكن ان يحملها في قلبه ؛ وهذا الكلام يصح بالنسبة الى أي متدين يدين
بأي دين آخرء مهما كان تقاه وتعلقه بايمانه.
الدياسبورا اختراع أوروبي
الواقع ان الدياسبورا الصهيونية لم يخترعها اليهوب؛ وانما الأوروبيون.
لقد كشفت تطورات الثورة الفرنسية؛ وخصوصاً فترة رويسبيرء عن أخطار محيقة
بالبورجوازية متمثلة بالتيارات المعادية للاستغلال الرأسمالي, التي تتهدد» وأن لم تتبلوربعد»
سيطرة البورجوازية في المجتمع؛ من جهة, ومصالحها الاقتصادية, من جهة أخرى.
وتجاه ذلك: سرعان ما تحالفت البورجوازية مع الارستقراطية» مع بقاء الميزان راجحاً
لمصلحتها. كان ذلك يعني الاستفادة من نفو الار» تقراطية ورصيدها الواقعيء وكذلك من
مخزوناتها الايديواوجية. وكان أهم ما في تلك المخزونات هو الدين؛ لا باعتباره تجسيداً لحرية
الايمان الديني لدى الأفرادء وانما باعتباره, يصرف النظر عن الايمان المتمثل فيه, يؤلف أداة
ربط للمؤمن بالمؤسسات التقليدية التي تسفّْر الدين في خدمة الارستقراطية والبورجوازية
لذلك ساعدت البورجوازية الأورويية» في أغلب يلداتهاء في انشاء وتنشيط مختلف
الجمعيات التبشيرية, واستخدمتها بشكل مباشي أى غير مباشى في مختلف الأغراض
الداخلية والخارجية . طبعاً كان لتلك الجمعيات نشاطات انسانية في مناطق مختلفة من العالم»
مشل تقديم الخدمات الصحية؛ والتعليمية» الخ؛ ولكن كان لهاء أيضاًء نشاطات مفيدة
للبورجوازية في ترسيخ سيطرتها السياسية في بلدانهاء وفي مد السيطرة الاستعمارية الى
الخارج.
مع الزمن» صارت البورجوازية العالمية تتفذن في استغلال الدين» وايمان الجماهير
العفوي بهء لمصألحها ولتنفيذ مخططاتها.
في القرن السابع عشر, وضع الكاردينال ريشيليى حداً فاصااٌ بين أوامر البابا الروحية
ومخططاته الدنيوية: فقال: «بينما يطيع المرغ» دينياً البابا في الأمور الروحية؛ يحق له أن
يعارضه في مخططاته الدنيوية». آما البورجوازية: فقد عمدت الى استغلال الدين في كل
المجالات التي تستطيع فيها الاستفادة من الديماغوجية الرجعية.
طبعاً تحول البورجوازية» فيما يتعلق بالطبقات الغنية, دون تسمياتها؛ وتحول دون
التدخل الديني في مماررسة الاغنياء للقمار, ولتجارة المخدرات» والجنسء وفي نهب المجتمع,
بل وفي الجريمة المعنوية والمادية تجاه الوطن والمجتمع؛ وتجاد الأبناء والزوجاتء وتجاه
الآخرين الأضعف سلطة: أو أقل غنى. تحول البورجوازية دون أي ردع دنيوي لارتكابات
الأغنياء على اختلافهاء ما عدا الأمور التي تردعها هيء وياسلوبهاء لا بالاستناد الى الأسس
59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)