شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 32)
- المحتوى
-
ومن ذلك غرض التوسع الاستعماري.
ف انكلتراء أخذت فكرة تجميع اليهود في فلسطين أبعاداً واسعة. يقال» إن الأدبيات
الانكليزية - الصهيونية ترجع الى أيام كرومويل. لكن حتى لى وجدت حينذاك؛ لم يكن ذلك
سوى بدايات. أما في القرن التاسع عشى فقد وجدت فكرة استعمار قلسطين بواسطة اليهود
أرضاً خصبة لدى الكثير من السياسيين البريطانيين. لقد ادخلتها السياسة الانكليزية,
حوالى منتصف القرن التاسع عشرء في معادلة التوازنات الدولية في الشرقين الأدنى والاوسط.
ربما كان بالمريستون ١7/85( - 1815)» رجل الدولة البريطاني المعروف بشوفينيته,
وفظاظة تعامله مع الآخرين في السياسة الخارجية» والقائل بعدم وجود تحالفات دائمة» بل
مصالح دائمة» أبرز الذين وضعوا فكرة الاستعمار اليهودي لفلسطين في مخططات السياسة
الاستعمارية البريطانية. كان بالميستون يرى في فرنسا وروسيا الطرفين اللذين يهددان
المصالح البريطانية. الأولى لديها في.مصر محميها محمد علي باشاء الذي قويت شوكته؛ حتى
أصبح يهدد الامبراطورية العثمانية؛ وروسيا القيصرية نالت الحظوة في القسطنطينية: في
العقد الرابع من 'القرن التاسع عشرء بأن انقذت السلطان العثماني من محمد علي باشا.
خاف بالمرستون, في اطار تلك الظروفء من أن يقتسم. القيصر وفحمد علي (ومن خلقه
فرنسا) الامبراطورية العثمانية. لذا كانت مناوراته السياسية واطروحاته مركزة على عذل
فرنساء وعلى حصر محمد علي في مص وقد اكسبه ذلك, في العام 2١84٠ نصراً سياسياً
ويرنانياً في بلادة.
في هذا المنظورللأمور يكون الوجود البريطاني في فلسطينء من خلال الاستعمار اليهودي
لها, مفيداً من عدة وجود؛ لأنه يحول دون تحقيق الأطماع «الاخرى»»: ويحمي طريق الهندء
ويكون بمثابة رأس جسر للنفوذ البريطاني في.المنطقة.
كانت العقبة في ذلك هي اقناع اليهوب. لذا عملت السياسة البريطانية في هذا الاتجاه.
لعل أول رواية «صهيونية»: أي أول رواية تدعو اليهوب الى «العودة» الى فلسطين» كتبتها
في العام 18175 الأديبة الانكليزية ماري آن ايفانز, التي كانت تكتب باسمها الأدبي: جورج
أليوت .
عنوان الرواية دانيال ديروندا 2 [هتطة2 ؛ وتدور حول فتاة يهودية فقيرة
اسمهاء ميرا كوهين: تتزوج بدانيال الذي اكتشف أنه يهودي: ورحل الى فلسطينء ليبني وطناً
لأمته .
ماري ليست صهيونية بآرائها السياسية؛ ولاداعية لذلك. وروايتها ليست على الأغلب,
سوى صدى عفوي لجو سياسي كان يجري تشجيعه.
كانت توجد اهداف أخرى للسياسة البريطانية خلف التحريض الصهيوني لليهود,
تتركن في النفوذء عن طريق ذلك؛ لدى الطوائف اليهودية في أوروبا الشرقية, والاستفادة من
مختلف تحركاتها الدينية والسياسية.
ربما وجد الاغنياء اليهود الأوروبيون - الغربيونء في البداية» أن النشاط الصهيوني
يؤلف مشاريع استثمار مربحة. وإذا تم؛ بتشجيع البريطانيين غالباً في العام »١181٠ تنظيم
«الاتحاد الاسرائيلي العالمي» في باريس. لكن كانت المستعمرات الأولى غير مشجعة على صعيد
الربح؛ لذا كان من الضروري التحريض على صياغة الاستعمار اليهودي لفلسطين؛ كهدف
71 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)