شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 36)
- المحتوى
-
يحدّد العمل: وطبيعة العمل؛ من أجل التحرير. الكفاح القلسطينيء أو العربي الفلسطيني
ضد الصهيونزية. هى في جوهره. كفاح ضد الامبريالية» ويبقى في جميع مراحله ضمن هذا
الاطان.
لكن إذا كان التحالف مع البلدان الاشتراكية» ومع القوى التقدمية في العالم» يلف
نقطة واضحة بشكل كافء فهناك غموض والتباس كبيران في مجال العلاقة مع حكومات
البلدان العربية: من جهة» ومع القوى السياسية المهجودة في الساحة العربية من جهة
أخرى.
قد يخيلء لأول وهلة؛ أن القول بالتحالف التقدميء ويالصرا ع ضد الامبريالية» ينطوي,
بداهة, على الموقف المتصلب في الساحة العربية تجاه «الاعتدال»؛ وتجاه القوى السياسية
الموالية, بشكل أو بآخر, للبلدان الرأسمالية المتطورة.
ان الامر أعقد من ذلك بكثير,
فمن جهة: تؤلف القوى السياسية العربية «المعتدلة» الرسمية؛ أى الشعبية؛ بمختلف
فكاتهاء جزءاً واقعياًء وقسرياًء في حركة التحرر الوطني العربية» واقصاء هذا الجزءء باعتباره
غير موجود» لايعني» مطلقاًء ولا يمكن أن يعني » عدم تأثيره» أو الحيلولة دون تأثيره, في مسار
المعركة التحررية في المديين, القريب والبعيد. الحكومة «المعتدلة» يمكن ان تعقد صفقات
كامب - ديفيدية؛ ويمكن ان تقوم بتسهيل ضرب المخيمات؛ أو حتى بتسهيل احتلال البلد؛ أى
جزء منه. الحكومة «المعتدلة» يمكن, ان تطعن من الخلف, وان تتسبب بالمجازر. في كل هذه
الافتراضات, تؤلف القوى السياسية العربية «المعتدلة» عاملاً سلبياًء كبيراً أو صغيرا في
حركة التحرر الوطني العربية.
ومن جهة اخرى, فان القوى السياسية العربية, سواء «أمعتدلة» كانت أو د«راديكالية»»
لا تنجىء هي أيضاًء من العدوان الأمبريالي. في التجرية اللبنانية القاسية: انت نتشر طرح
سخيف يبرر العدوان الاسرائيلي» ويعتبره «تحريراً» للبذان من الغرياءرٍ من جهة؛ وموجهاً ضد
الفلسطينيينء من جهة أخرى. لكن تبين ان العدوان كان موجهاً ضد اللبنانيين بذات
المستوى الذي كان فيه ضد الفلسطينيينء ليس فقط لان القنابل لا تمي بطبيعة الحال؛ بين
اللبناني والفلسطينيء وانماء أيضاًء لان الاحتلال كان احتلالً مقصوداً للأرض اللبنانية,
وتهجيراً للبنانيين» وتدميراً للاقتصاد اللبتاني» وللحياة اللبنانية اليومية . مع ذلك لم «تستقد»
'القوى السياسية اللبنانية «المعتدلة» من التجربة القاسية: وبقيت الأمور تفسر لديها على
أساس تبرير الفعل الامبريالي» والصاق سبب العدوان بهذا الطرف الوطنيء أو بذاك.
ما عسى يكون الموقف الذي يجب ان تقفه القوى الوطنية تجاه ذلك ؟.
الجواب الذي يتم واقعياً على الساحة العربية هى التحويل العضوي لصراع الوطنيين
الامبريالية الى صراع داخلي عربي. هذا ما يجريء عملياًء منذ الخمسينات.
تبدو المسألة وكأن الوطنيين العرب لا يستطيعون الممارسة الفعلية المجدية للصراع مع
الامبريالية, ما دام «الاعتدال» العربي يقوم» بشكل أو بآخرء بالتعاون مع الدول الرأسمالية
الكبرى. أي مع القيادة السياسية العليا للامبريالية ؛ وفي الوقت عينه لا يمكن ل «الاعتد ال»»
ان ينتهي من دون انهاء النفوذ الامبريالي في البلدان العربية. إذن» هي مسالة اعقد بكثير
من مسألة «تربيع الدائرة» التي شغلت باحثي القرون الوسطى.
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)