شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 84)
- المحتوى
-
الاقتصادية القادرة على الرد على الاعتداءات الاميركية.
وعلى العموم؛ انقسم المحللون الذين حاولوا تقييم العملية الاميركية ضد ليبيا الى ثلاث فئات رئيسة:
الفئة الأولى» والتي تمثل الغالبية» قالت انه لن يكون لتلك العملية أية نتائج ايجابية؛ وانها ريما ادت الى
زيادة العداء العربي, خاصة على المستوى الشعبي » للسياسات الامبركية. اما الفئة الثانية, فقد اتجهت
الى القول ان الاعتداء على ليبيا فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق اهداقه المرجوة, وان تتيجته الوحيدة كانت
زيادة شعبية وتقوية شرعية نظام حكم الرئيس القذافي. ومن ناحية أخرىء اتجهت الفئة القريبة من تفكير
الادارة الاميركية الى القول ان الهدف من تلك العملية كان ينحصر في تلقين القذافي درساً لن ينساهء من
ناحية, واثبات تصميم واشنطن على محاربة «الارهاب الدولي»» من ناحية ثانية, واختبار مدى التزام
الاتحاد السوفياتي الدفاع عن ليبياء من ناحية أخيرة. وما كانت ردود الفعل العربية ضعيفة؛ وردود الفعل
السوفياتية اقتصرت على الادانة اللفظية؛ وردود الفعل الليبية أخفقت في الحاق الاضرار بالاسطول
الاميركي المعتديء فان الاوساط الاميركية اعتبرت العملية خطوة ناجحة لجس النبض العربي,
والسوفياتي» والليبي» وتقدير احتمالات» ونوعية؛ ردوب الفعل المتوقعة» في حال قيام اميركا بعملية عسكرية
واسعة للاطاحة بنظام الرئيس الليبي في المستقيل.
ومن ناحية أخرىء, اتجهت القيادات الاسرائيلية الى الثناء على العملية الاميركية والادعاء بنجاحها
في تحقيق اهدافها المرجوة واعتبارها خطوة هامة على طريق مكافحة «الارهاب الدولي». وفي معرض حديثه
عن تلك العملية» قال رئيس الحكومة الاسرائيلية؛ شمعون بيرسء ان القذافي أصبح اكثر انشغالاً بقضايام
الامنية, واكثر حذراً في تعامله مع «المنظمات الارهابية». وانطلاقاً من موقف العداء الاسرائيلي لكل من
منظمة التحرير الفلسطينية وسورياء اتجه الاعلام الصهيوني الى ترديد ان العملية الاميركية تعتبر رسالة
تحذير توجهها الحكومة الاميركية الى كل من سوريا ومنظمة التحرير الفلسطيذية. ويناء على المواقف
الاسرائيلية الثابتة؛ نتوقع قيام قوى الصهيونية في الولايات المتحدة الاميركية خلال الشهور القليلة
المقبلة بالعمل في اتجاهات ثلاثة رئيسة: هي:
١ -حث الادارة الاميركية على تبني عملية ضرب مواقع «المنظمات الارهابية» ومحاولة «تأديب» الدول
العربية التي تحتضن تلك المنظمات, كسياسة ثابتة في تعاملها مع دول وشعوب منطقة الشرق الإوسط.
* - التركيز على كون الدول العربية منبع «الارهاب الدولي» وكون العربء جميعاً. شعباً من
الارهابيين.
- تحريض الحكومة الاميركية على ضرب سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ باعتبارهما مصدراً
من أهم مصادر الارهاب.
واذا كان من المتوقع نجاح اسرائيل وقوى الصهيونية العالمية في تحقيق الهدفين, الأول والثاني» فان
من المشكوك جداً فيه نجاحها في اقناع الادارة الاميركية في الاعتداءء بشكل مباشي. على المواقع السورية
والفلسطينية.
وفي أواخر شهر آذار ( مارس ) صدر التقرير الخاص ب «الارهاب الدولي»؛ وهو التقرير الذي اعدته
اللجنة التي شكلت في الصيف الماضي لدراسة هذا الموضوع, بركاسة نائب الرئيس الاميركي» جورج بوش.
ولقد اشار التقرير الى ضرورة حصر عمليات الرد على الارهاب ضمن الحدود التي لا تسمح بقتل الابرياء
وضد المنظمات الارهابية المسؤولة عن ارتكاب الجرائم, بعد تحديد مسؤوليتها ومواقعها بدقة. وما كان
التقرير اشار الى احتمال اتساع نطاق «الارهاب الدولي». فقد دعا الى تنسيق الجهود الاميركية مع جهو
الحلفاء. كما حث على التعاون قي مجال مكافحة الارهاب. ومن جملة التوصيات التي اشان اليها ذلك
التقرير.
١ - العمل على زيادة وتكثيف وتنسيق الجهود العاملة في مجال جمع المعلومات عن «المنظمات
الارهابية» والعمل على احباط العمليات الارهابية ومحاولة استباق الاحداث قبل وقوعها.
؟ - التوصية يضرورة القيام بعمليات انتقامية ضد «المنظمات الارهابية»؛ وذلك بعد توفر المعرفة عن
7م - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 36099 (2 views)