شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 122)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 122)
- المحتوى
-
الخارجية المتمثلة في تدهور الوضع العربي الاقليمي وتراجع المواقف الدولية الكابحة لعمل هجومي
اسرائيلي» ليُضعفا م.ت.ف. بواسطة عزلهاء معنوياً وسياسياًء وليُخلقا الفرصة المؤاتية لضريها.
ان هذه الرؤية الدقيقة, والحساسة, لتعقيدات الوضمع الفلسطيني» النظرية والعملية تظمّرء مجدداًء
عند مناقشة الخالدي للتحضيرات التي أجرتها م.ت.ف. قبل الحرب» وإسلوكها في اثنائها. فقد اتاحت
هذه الرؤية للمؤلف ان يقدّر ما قامت به القيادة الفلسطينية من سعي سياسي وتوضيع قوات وتخزين مؤن
وذخائر وتأمين مقار قيادية بديلة وشبكات اتصالء خلال سنة سبقت حرب العام ,3١545 تقديراً اكثر
إيجابية من بعض التحليلات الاخرى. أو يمكن القول ان ما هى اهم من ذلكء هو ان معرفة المؤلف
بالصعاب الجمة التي اضطرت القيادة الفلسطينية الى العمل خلالهاء كفتور تأييد الحلفاء اللبنانيين
( «التقليديين» و «التقدميين» ) وضعف التسليح وهزال الدعم العربي تجعله يرى في ما خاضته,
وحققته, م .ت.ف. خلال صيف 1947. إنجازاً حقيقياً. أي انه في الوقت الذي يؤكد الخالدي ان هناك
مجموعة ثغرات مزمنة في البنية العسكرية والتهيئة التعبوية لحركة المقاومة ساهمت في إضعاف الأداة
المنفّدة للسياسة الفلسطينية: وهي شغرات. تتحمل المسؤولية عنها مختلف المستويات القيادية داخل تلك
الحركة, يرى؛ ويثمّنء ما استطاعت قيادة م.ت.ف. ان تحققه من صمود, على الرغم من تلك المعطيات
الصعبة. ويضيف ان تكريس الجهوبء وتعبتة الطاقات بواسطة الحث المعنوي وتقديم المثل وتنظيم
الصفوف لم يتما خلال الحصار وحسب, بل وسبقاهء في مجموعة إجراءات عملية؛ لولاها لما دام الصمود.
يتكوّن» اذأء انطباع اولي لدى القارئ وان يمتنع الخالدي عن الخوض فيه بأن القيادة الفلسطينية
الفعلية» ونعتي «فتح» أساسساًء بالتشاور مع أقرب تنظيمين لهاء الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين ( حسب المؤلف -ص ٠١١ )» » اظهرت سمتين متناقضتين في آن : الاهمال النسبي لناحية
الاعداد الذاتي عسكرياً. وسياسياً. كما تدلء مثلاًء اشارة المؤلف الى عدم استيعاب تلك القيادة لحقيقة
موقف الشارع اللبناني تجاه م.ت. .ف. في فترة 154 1547» ومدى خطورة الانفصام الناشئ؛ مقابل
النشاطية العالية وروح المثايرة ويّعد النظر السياسي العام وهي صفات برزتء بقوة» خلال اللحظات
الحرجة.
تعوب الى محتويات الكتاب.
يبدا المؤلف باستعراض النتائج الرئيسة لحرب العام 47 مقيّماً حجم الربح والخسارة بالنسبة
إلى الاطراف الاقليمية والدولية الاساسية؛ فيستنتجء اولآء انه سوف يصعب على اسرائيل ان تلعب دور
القوة العظمى في الشرق الاوسطء بعد ان وقفت عاجزة, لمدة شهرين؛ امام ابواب بيروت» وبعد ان اضطرتها
المقاومة الوطنية في الشوف وجنوب لبنان الى الانسحاب نحو الحدود الدولية. ويؤكد الخالديء ثانيًء ان
الفلس طينيين كانوا من الخاسرين الاوائل» رغم ابداتهم لمقاومة بطولية وصمود طويل. فقد اضطرت
م.ت.ف., نهايةء الى اخلاء بيروت» ومن ثم تعرضت الى الشتاتء والانشقاق, والنزاع المسلح مع سوريا
والجماعات الفلسطيذية التي تؤيدها الاخيرة. كما تعرض الفلسطينيون المقيمون في لبنان الى الذبح»
والقهرء والاستبداد الذي لم تمنعه الضمانات الرسمية اللبنانية والاسرائيلية والاميركية كافة. ولم يفلت
لبنان: وأهله, من العواقب الوخيمة للاجتياح الاسرائييء بل كشف الانسحاب الفلسطيني حقيقة وجود
صراعات داخليةء لا علاقة لها بالفلسطينيينء أدت الى أزمة اقتصادية كاسحة: وهجرة واسعة, وفلتان
أمني شيه مطلق.
إلى هذاء لم تنج القوى الخارجية من الآثار السلبية للحرب؟ أذ وجدت الولايات المتحدة الاميركية
نقسها تدعم الآلة العسكرية الاسرائيلية في هجومها الوحشي على لبنان» وتدعمء بعد ذلك» حكم الاقلية فيه»
مما أحرجها سياسياًء ومعنوياًء في الساحتينء العربية والدولية. وقد اضطرت الولايات المتحدة الاميركية,
نهاية» الى تقليص وجودهاء ونفوذهاء داخل لبنان. مشيرة الى انتهاء عهد التسلط المطلق في المنطقة ( دون
ان يعني ذلك انتهاء دورها او تدخلها ). في المقابلء لم يتلق الاتحاد السوفياتي ضرية سياسية معنوية
كالتي اصابت الولايات المتحدة الاميركية: لكنه وجد نفسه متورطاًء بشكل مباشر, في الدفاع عن الاراضي
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)