شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 123)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159 (ص 123)
- المحتوى
-
السورية؛ مما حمل خطر الوقوع في نزاع مسلح مع القوات الاميركية, أى الاسرائيلية..كما عانى الاتحاد
السوفياتي استراتيجياً. » من آثار الخلاف الفاسطيني السوريء وانشقاق م.ت.ف. و«فتح». غير ان
السوفيات ربما خرجوا من الحرب في المحصلة كمستفيدينء ليس بفعلهمء بل نظراً الى ارتكاب الولايات
المتحدة الاميركية واسرائيل حماقات عدة في لبنان» خلال فترة 19417 1547 ادت الى إظهار سوريا
وحلفائها السوفيات في مظهر الصامدين والفاعلين. ويستخلص المؤلف ان سوريا وحدهاء خلافاً لبقية
الاطراف المحلية والخارجية قد حولت هزيمتها خلال الحرب الى مكسب واضح, بقضل مثايرتها ونجاح
تحالفاتها اللبنانية, مما وضعها في موضع المتحدَّي لاميركا والقوة المسيطرة في لبذان» علماً بان سوريا
اكتشفتء أيضاًء » الصعوبات والمخاطر التي ترافق استلام زمام الامور في لبنان» وربما لن تفلت من عواقب
تولي تلك المسؤولية.
بعد هذا التقديمء والذي يشمل تعليقاً حول دوافع الكتابة ومصادرهاء وحول آلية الاتصالات
الدبلوماسية خلال الحصارء ينتقل المؤلف الى الفصل الاول من بين ستة فصول يتشكل منها الكتاب.
يعالج الفصل الاول وضع م.ت.ف. في لبنان قبل حرب العام .١1547 وطبيعة علاقاتها اللبنانية.
فينطلق الخالدي بالقول ان م.ت.ف. كانت معزولة؛ الى حد كبير, داخل الشارع اللبناني» عشية اندلاع
الحرب. ويوضح ان مؤّشر الرأي العام تقلب» بقوة» خلال الحصار. إذ عادت قوى لبنانية عديدة لتقف الى
جانب م.ت.ف.., غير ان الامر الحاسم بالنسبة الى قدرة م.ت.ف. على الاختيار بين إطالة الصمود أى
الاضطرار الى الهجرة» والذي قيّد مدى استعداد مختلف القطاعات الحزبية الطائفية اللبنانية على المضي
بالقتال في الجنوب, او داخل بيروت. هى سوء العلاقات قبل الحرب مباشرة, وخاصة في الاوساط التي
تميزت؛ تاريخياً. بتأييدها للفلسطينيين. وقد انعكست هذه الحالة باشتباكات محلية عريّت الفرقة ومنعت
م.ت.ف. من تهيئة مواقع رئيسة. كمدينة صيداء لتتحول الى حواجز مذيعة في وجه الهجوم الاسرائيي
المرتقب.
ثم يسترجع الخالدي تطور الامور حتى وصلت الى هذا الحدء موضحاً ان الخلاف بداء اساساً مع
المؤسسة السياسية المارونية» التي رأت في م.ت.ف. حليفاً للمسلمين وللمحرومين في البلاد. وكان موقف
أهل الجنوبء والطوائف الاسلامية عموماً ايجابياً: بل ومعطاء تجاه العمل المسلح, والسياسي,
الفلسطيني في البداية, غير ان الاثر المتراكم للعمليات العسكرية الاسرائيلية الموجهة ضد: المدنيين» في
أواخر السبعينات. تضافر مع الآثار بعيدة المدى لانخراط م.ت.ف. في .الحياة السياسية اللبنانية
الداخلية, مما وضعها في مآزق عدة واستنزفها: فيما أدى» أيضاء الى ازعاج قوى بسياسية وطبقية داخل
طوائف عدة. ويلخص المؤلف هذه الحالة بتأكيد أن كل نمو لقوة م.ت.ف.., لبتانياً. كان يزيد من عدد
اعدائها.
.أن المسالة. الجوهررية التي قوّضت طبيعة العلاقة الحميمة بين م.ت.ف. وحلفائها الشعبيين
والحزبيين في لبنان» في نظر المؤلف, تتمثل في تحوّل الماظمة الى شبه دولة, ذات مؤسسات اجتماعية
واقتصادية. فقد أثار هذا التحول الشعور بان المنظمة أصبحت «طائفة» لبنانية جديدة راضية باستمرار
الازمة الداخلية اللبنانية. ومما.زاد في الاستياء هىتمتع م.ت.ف. ومسؤوليها بنفوذ وقوة مالية, أساء
البعض استخد امها. وحقيقة الوضع هي أن م.ت .ف., في تحملها لمسؤوليات إدارية» كتوفير الغذاء والوقود
والخدمات الطبية والكهربائية والهاتفية» خلال الحرب الاهلية ( 191/0 - 19171 ) والحقبة التالية,
ساهمت؛ من حيث لا تشاءء في ترسيخ الانطباع بانها تريد الحلول محل الدولة اللبنانية والحركة الوطنية,
على حد سواء. لكن حين امتنعت هاتان الهيئتان» بسبب العجز أي الانقسام؛ عن تأمين تلك الخدمات,
ظلت م.ت.ف . تجد نفسها تتلقى الشتائمء اذا ملأت الفراغ آم اخلته.
وازى هذا المسار في الواقع السياسي, والمؤسسيء للمنظمة نمو وتحول بارزان في الاداة العسكرية
الفلس طينية. خصوصاً بمعيار التسليح والتنظيم. وكمنت دوافع عدة وراء هذا التحول؛ الذي لم يكن
انتهى عشية حرب 1587: أهمها اضطرار م.ت .ف.. أولاًء الى الدفاع عن الجماهير القلسطينية واللبنانية
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 158-159
- تاريخ
- مايو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)