شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 12)
- المحتوى
-
مما تقدم؛ ودون الخوض في التفاصيل» واستنتاجاً مما استتبع» جاءت السياسة العربية
تجاه اسرائيل محكومة برد الفعل على السياسة الاسرائيلية المتزايطة, استراتيجياًء بالسياسة
الكونية للامبريالية الاميركية التي توضعت على محيطها وبالتماس معها دول العالم الثالث,
غير الشيوعية, المستقلة حديثاً. ومنها الدول العربية. وعليه. كانت حتى سياسة رد الفعل
للحكومات العربية مقيدة بحكم مصالحها ككيانات. وصار الفلسطينيون, حسب نظرة تلك
الحكومات: احدى ادواتهم في مجابهة الفعل الاسرائيلي.
على سبيل المثال؛ بررت اسرائيل حشودها على الجبهة السورية في أيار ( مايو) /1431,
ومن ثم الحرب التي شنتها في وقت لاحق من ذلك العام, بالعمليات الفدائية الفلسطينية التي
كانت تنفذها المقاومة الفلسطينية من الاراضي السورية. وكان رد الفعل العربي, بعد الهزيمة,
اطلاق يد المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل. وحين طرحت مشاريع للتسوية السلمية بين
اسرائيل والدول العربية ( منها مشروع روجرز ) كان رد الفعل العربي تقييد ولجم النشاط
الفاسطيني من الاراضي العربية التي استعادت دولها قوة مؤسساتها العسكرية؛ يل ذهب
بعضها الى اعلان الحرب على الفدائيين الفلسطينيين.
بعد حرب تشرين الاول ( أكتوبر) 1977, اكتسب التعارض العربي الفلسطيني
وجهاً سياسياً معلناً. فالسياسة العربية التي قامت على نتائج الحرب كانت التوجه نحو
التسوية السلمية التي اشترطت اسرائيل عدم مشاركة الفلسطينيين فيها كممثلين لقضيتهم.
وحاولت الحكومات العربية» التي صارت مشكلتها مسألة احتضان التمثيل الفلسطينى,
ايجاد مخرج في تشكيل وفد عربي موحدء فيه فلسطينيون. ولما لم تثمر المحاولات العربية
التضامنية» برزت, بشكل فاقعء الدوافع والمصالح القطرية للكيانات العربية التي لم تعد
ممكنة تغطيتها بالشعارات القومية. ومذ العام :١915 بدأت حرب مزدوجة ضد
الفلسطينيين» عسكرية وسياسية؛ فصاروا بين مطرقة اسرائيل وسندان الانظمة العربية.
فالتسوية مع اسرائيل ثمنها الغاء الشخصية الفلسطينية . لكن الكيان الذي ارادته الحكومات
العربية اسفنجة لامتصاص النقمة الفلسطينية ( منظمة التحرير الفلسطينية ) صارء بالفعل
الفلسطيني العسكري والسياسي؛ عصيّاً ومرًاً على الهضم. وهكذا صارت ظاهرة «الانفصال»
الذي لم يصلء بعدء حدود «الطلاق» بين سياسة هذا الكيان العربي أو ذاك وبين السياسة
الفلسطينية سمة للعلاقات العربية الفلسطينية منذ السبعينات حتى الآن. وكان لبنان
والاردن الكيانين العربيين الاكثر وضوحاً في علاقتهما بالمقاومة الفلسطينية, بسبب كثافة
الوجود الفلسطيني فيهما اولاًء وحساسيتهما تجاه هذا الوجود ثانياً. ووفر كلا الكيانين: في
فترة النهوض الفلسطيني, الجغرافيا التي احتضنت النشاط الوطني الفلسطينيء كما
حصلت في كليهما أشرس المعارك مع الفلسطينيين, سواء مع اسرائيل؛ أو مع بعض الانظمة
العربية. وَل حين نجع الاردن في تقبيد, ومن ثم الغاء, النشاط الفلسطيني من على اراضيه,
شكل لبنان» بخصوصية وضعه. مناخاً ملائماً للنشاط الفلسطيني ضد اسرائيل.
لبنان الساطة لبثان الطوائف
استراتيجيتها الشعار المعلن «قوة لبنان في ضعفه». ووجدت في الوجود الفلسطيني المسلح
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10629 (4 views)