شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 22)
- المحتوى
-
والتلاعب بهاء وتقديم العمليات الفدائية للاعلام العالمي بصورة مشوهة بشكل أسهم في
تضخيم خطر عربي كاسح.؛ وهميء» ضد الكيان الصهيوني. وصارت عبارة «القاء اسرائيل في
البحر» وكأنها مرادف في الشرق العربي _لعبارة «العداء للسامية» في اوروباء في حين ثبت:
من خلال عمليات تحقيق دقيقة ومعروفة: أن احداً من المسؤولين العرب» بمن فيهم
المسؤولون الفلسطينيونء لم يقل هذه الكلمة.
مع ذلك؛ فان هذه الممارسات ( أي التهديدات اللفظية» والعمل الدبلوماسي؛ والسماح
بالعمل الفدائي المحدود والمحكوم عبر الحدود ) كانت هي «الحل العمي», لدى الأنظمة
العربية» للتناقض بين الالتزام القومي المعلن لها بالعمل من أجل القضية الفلسطينية» وبين
الانشغال الفعلي بالحفاظ على ذاتها وتقوية قدراتها الخاصة: في تلك المرحلة من تطورها.
اما الزاوية الثانية, فهي ان هذه النظم؛ بعجزها الفعلي عن المواجهة العسكرية النظامية
ضد الكيان الصهيونيء انما مكنته ليس فقط من ترسيخ ذاته. وانما ايضاً من التوسع
واحتلال مزيد من الاراضي. والواقع انه كانت تسودء دائماًء دعوة الى عدم التعجل او التهور
وعدم السماح للعدو يفرض حرب «في اتوقيت اغير ملائم» أوقبل «الاستعداد الكامل لها». ولكن
لحظة الاستعداد الكامل تلك لم تتحقق ق ابداً . وعندما تحققت, بمعيار نسبي » في تشرين الاول
( أكتوبر) 1917., فقد كانت ,بالكاد, بالقدر الكافي لزحزحته من الاراضي المحتلة بعد العام
/ 0
هذه الفجوة الهائلة بين الاهداف الكبرى المعلنة لتحرير فلسطين والوحدة العربية والكم
الهائل من مشروعات التنسيق العسكريء والسياسي: سواء داخل الجامعة العربية أو على
المستوى الثنائى أو من خلال مؤتمرات القمة العربية» وبين القدرات الحقيقية للانظمة
العربية والتنفيذ المتواضع لمشروعات التنسيق او عدم التنفيذ على الاطلاقء مكنت الكيان
الصهيوني من تحقيق مكاسب متصاعدة على طول الخط. سواء على صعيد تماسكه الداخلي
أو على صعيد علاقاته الخارجية.
لقد كان مقتضى ذلكء من الناحية الفعلية؛ ان اقامت الانظمة العربية حول اسرائيل
سياجاً أمنياً - بمعنى ما اكثر من أي شيء آخر. ولقد تُسج هذا السياج ليس فقط باخفاق
تلك الانظمة في المواجهة العسكرية ضد العدو الصهيوني وانماء ايضاًء بحيلولتها دون اطلاق
المواجهة الشعبية غير النظامية ضددء سواء من جانب الفلسطينيين أى من جانب غيرهم.
وبعبارة أخرىء فان تلك الانظمة لم تفلح في مواجهة التحدي الصهيوني ولم تشأ ان تترك
الفرصة لغيرها ليواجهه.
ويعني هذاء نظرياً. ان حدوث تغيّر جذري في الموقف من الكيان الصهيوني أضحى
مرهوناً بأحد تطورين: اما تجاوز تلك المرحلة الانتقالية ودعم قوة الانظمة العربية السياسية
والاقتصادية والعسكرية بما يمكنها من المواجهة النظامية وغير النظامية للعدى الصهيوني
حسب الأحوالء واما انهيار هذه الانظية وتحللهاء بشكل يطلق الطاقات الشعبية في أي
مواجهة ضد العدوى الصهيوني ( وا ن كان ن يلغي الحرب النظامية ). وتلك هيء على وجه
التحديد: الحالة اللبنانية بعد الغزى الاسرائيلي في العام 19/5.
لقد كان تحلل «الدولة» في لبنان الشرط الرئيس الذي أطلق» لأول مرة في تاريخ المواجهة
العربية الاسرائيلية بعد العام »١54/ طاقات الحرب الشعبية ضد الكيان الصهيوني» وهو
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)