شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 23)
المحتوى
عينه الشرط الذي لم يتوافر في مصر أو سوريا أى الأردن» وجعل مصير المواجهة مع الكيان
الصهيونى مسألة مرهونة بقوة هذه الانظمة وفاعليتها العسكرية النظامية ضد اسرائيل:
سواء من خلال الردع او المعركة العسكرية المباشرة.
ففي مصر التزم النظام الناصري بأهداف التنمية الاقتصادية والوحدة العربية وخلق
شخصية عربية دولية متكاملة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني. وفي هذا الاطاره حاول
الرئيس جمال عبد الناص. في سنواته الأولى في السلطةء ان يخلق جواً من الهدوء في العلاقات
العربية ‏ الاسرائيلية يمكن من خلاله انجاز نوع من التسوية السلمية. ويعد العام ‎١1655‏
‏وعى» بعمق» ضرورة بناء قوة عسكرية عربية رادعة» حتى وان ظل الباب مفتوحاً لتسوية
الصراع العربي ‏ الاسرائيلي من خلال قنوات الشرعية الدولية. وقد اعتقد عبد الناصر, ايضاً
بان الصلف الاسرائيلي هو نتيجة للتفكك والضعف العرييين» ومن ثم» فان اسرائيل ستضطر
الى قبول التسوية من خلال البناء التدريجي للقوة العربية المتكاملة, وه الامر الذي سيحدث
في الامد الطويلء انطلاقاً من الطبيعة الحتمية التقدمية للتاريخ وطبيعة التوازن السكاني بين
العرب واسرائيل(").
وبعبارة أخرى, فقد تصور عبدالناصر الصراع العربي - الاسرائيلي كعملية تاريخية
طويلة ومتعددة المراحلء والفائز في هذا الصراع لن يتحدد على أرض المعركة العسكرية وحدها
ولكنه يتحدد من خلال عملية المنافسة العربية ‏ الاسرائيلية على بناء القاعدة الاجتماعية -
الاقتصادية(").
وقد اكد عبدالناصر انه يجب ان يمتنع العرب عن المبادأة باستعمال القوة العسكرية
ضد اسرائيل. وحدد ظرقين محددين يبرران اللجوء إلى القوة العسكرية» وهما: احتلال
اسرائيل لاراض عربية جديدة» أو توافر معلومات تؤكد ان اسرائيل على وشك امتلاك القنبلة
الذرية. وما لم يتوافر احد هذين الظرفينء فان القوة العسكرية تظل اداة رادعة في الاساس,
ولذلك لم يكن مصادفة ان نظرة عبد الناصر إلى القوة العسكرية: باعتبارها الاداة الوحيدة
للتعامل مع اسرائيل: انما جاءت بعد عدوان العام ‎.١9717‏ 7
في اطار هذه الاستراتيجية العامة للنظام الناصريء لم يكن غريباً أن الفترة الوحيدة
التىي شهدت عمليات فدائية ضد أاسرائيل عبر الحدود المصرية ومن قطاع غزة: على أيدي
الفلسطينيين وابناء القبائل في سيناء, انما تمت قبل العام ‎,١157‏ أي في المرحلة التي لم يكن
فيها النظام الناصري قد رسخ اقدامه بعد. واذا كان ينظر إلى حرب العام ‎.١1507‏ باعتبارها
نقطة التحول التي انطلق بعدها النظام الناصري ودعمت الدولة المبي اركانهاء فانه لم يكن
- - مدعا من ذلك الوقت ‏ ان توقفت الاعمال الفدائية كية نهائياً تقرد ‎٠‏ خاصة مع مرابطة
ت الطوارئ الدولية على طول الحدود الدولية بين مصر واسرائيل بعد نسحاب اسرائيل من
539 العام ‎.١1561/‏ ولا شك في أن الغارة الاسرائيلية على غزةء في شباط ( فبراير ) 21540
كانت بالغة التأثير في موقف النظام الناصري من اسرائيل؛ وعجلت بالسعي الحثيث إلى ابرام
صفقة الاسلحة التشيكية واعادة التسليح الشاملة والمكثقة للجيش المصري.
ولكن هذا كله؛ ( أي تنامي قدرة الجيش كجزء من قدرة الدولة المصرية ككلء بالاضافة
الى نتائتج حرب 1157 ), كان لصالح تجميد أي مواجهة غير نظامية «غير محسوية» مع
اسرائيل.
رض
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17766 (3 views)