شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 24)
- المحتوى
-
ولم يحدث ان نظر النظام المصريء سواء في عهد عبد الناصر او بعددء الى فكرة المواجهة
الشعبية واسعة النطاق للعدى الصهيوني بأي قدر من الجدية, حتى مع احتلال اسرائيل
لسيناء ومرابطتها على الضفة الشرقية للقناة. وتحدد مسار المواجهة مع اسرائيل من خلال
الحربين النظاميتين في العام 11717 وفي العام 16377 قبل ان يبدأ مسار الصلح المصري -
الاسرائيلي المنفرد في العام /ا/151.
على أن الامر يختلف كثيراً بالنسبة الى باقي دول المواجهة ( الأردن وسوريا ولبنان ).
ولعل اهم أوجه الاختلاف هي الوجود الفلسطيني المقاتل في تلك الدول؛ وهو وجود تد اخلت
تأشيراته بشدة مع مواقف الانظمة الحاكمة من الكيان الصهيوني. وقد ترتبت على هذا
التداخل مشكلات كثيرة انبثقت من صعوية المواءمة بين الموقف المعلن لهذه الانظمة ضد
اسرائيل والمؤيد لحق الشعب الفلسطيني لاسترجاع ارضه بكافة الوسائلء وبين رغبة الانظمة
في الحفاظ على سلطتها المطلقة فوق ارضهاء من ناحية» وفي تجنب ردوب الفعل الاسرائيلية
العنيفة, التي تهدد وجودها ذاته. من ناحية أخرى.
لقد اختلفت كثيراً استجابة الانظمة لتلك المشكلة, تبعاً للظروف الخاصة بكل قطر
ولطبيعة الوجود الفلسطيني فيه. وكانت المحصلة النهائية» في الواقع» هي تقليص الوجود
الفلسطيني وتقليص فعاليته العسكرية ضد اسرائيل الى ادنى الحدود. وقد حرصت اسرائيل,
دائماً. على توجيه ضرباتها الانتقامية رداً على انشطة المقاومة الفلسطينية؛ ليس فقط إلى
العناصر الفلسطينية وانماء أيضاً وربما بالدرجة الاولى , الى سلطات تلك الدول نفسهاء
كي ترغمها على ان تتولى هي تحجيم الوجود الفلسطيني فيها.
بالنسبة إلى الأردن» تختلف.قضية الوجود الفلسطيني قبل العام 1171 عنها بعده.
فقبل 11717, كانت الارض الفلسطينية ( أي الضفة الغربية )؛ جزءاً من اراضي المملكة
الأردنية, وكان الشعب الفلسطيني جزءاً من شعبها. وظلت رغبة الفلسطينيين في تأكيد
ذاتيتهم المستقلة مصدر توتر داتم بين الجانبين. ولذا فقد كان من الطبيعي ان تكون لانشاء
منظمة التحرير الفلسطينية منذ العام ١9784 اصداء سلبية متزايدة على العلاقة بينهماء
تصاعدت مع سيطرة «فتح» على المنظمة.
وبين الفينة والفينة. حرصت اسرائيل على توجيه ضربات قوية إلى الفد ائيين الفلسطينيين
والحكومة الأردنية معاً. ودائماً كانت تلك الضربات تترك أثرها الذي تتوخاه اسرائيل: أي دفع
النظام الأردني الى ابعاد الخطر الفلسطيني عن الكيان الصهيوني في ظروف لم يكن فيها
النظام الأردني قادراً أو راغباً في مواجهة شاملة مع الاسرائيليين. وربما قدمت الغارة
الاسرائيلية الشهيرة على قرية السموع, في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1577. مثالا بارزاً لتلك
الانشطة الاسرائيلية والتي اسهمت,ء بقوة, في تعميق التناقض, بل والعداء الشديد بين النظام
الاردني ومنظمة التحرير الفلسطينية.
على أن الوضع اختلف كثيراً بعد العام ١471 ووقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال
الاسرائيلي. ففي ظل هذا الوضع الجديد اصبح الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة» لأول
مرة منذ انشاء الكيان الصهيونيء وجهاً لوجه امام عدوهم. وفي حين كان من الطبيعي ان
يمارس الفدائيون الفلسطينيون نشاطهم في الضفة الغربية» الا انهم سرعان ما احتاجوا إلى
«القاعدة الآمنة» التي لا بد منها لشن حرب العصابات ضد العدىى والتي ما كان يمكن ان
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)