شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 27)
المحتوى
بالقيادة الرسمية للمنظمة وبانصارها هي الثمن الذي قدرته السياسة البراغماتية للنظام
السوري من اجل تجنب الخطر الاسرائيي» وتكريس النفوذ السوري في لبنان» واضعاف
القيادات الفلسطينية التى لا ترضى عنها دمشق
على ان اكبر المفارقات المثيرة في تطور الصراع العربيء انما تظل من نصيب لبنان. وتبدى
تلك المفارقة في التناقض الحاد بين الموقف «التقليدي» الذي قدره النظام الحاكم في لبنان منذ
توقيع اتفاقيات الهدنة مع اسرائيل في آذار ( مارس ) ‎١544‏ ويين الموقف الفعلي الذي آلت
اليه علاقة لبنان بالكيان الصهيوني وبالصراع العربي ‏ الاسرائيلي. فمنذ بداية الصراعء ظل
النظام اللبناني» الذي يعكس مصالح قوى طائفية وطبقية محددة؛ يصر على تجنب انغماس
لبنان فيه, معتمداً في درء الخطر الاسرائيلي على الضمانات الدولية: وليس على قوة لبنانية أى
عربية. لذلك اهمل بناء جيش فعّال؛ بل نظر اليه كعنصر استفزاز لا داعي له في مواجهة قوة
اسرائيل التي لا قبل للبنان بها. وقد نجح النظام اللبناني: بالفعل» في ظل تلك الصيغة:؛ في
عزل لبنان عن اطار الصراعات في المنطقة, وتأكد ذلك ٍ حرب العام ‎.١1157‏ وعندما أثيرت
قضية تحويل نهر الأردن العام ‎١1575‏ وافقت دول مؤتمر القمة العربي على اقتراح لبنان
بعدم دخول قوات عربية اليه. على ان هذه الصياغة للأمن اللبناني» في مواجهة اسرائيل»
سرعان ما أخذت تتآكل تحت ضغط تطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في لبنان» وتطور
الوجوب الفلسطيني فيه بعد تفجر المقاومة المسلحة ضد اسرائيل. وانقلب الوضع رأساً على
عقب, وأصبح وجود لينان ذاته وسلامته الاقليمية والعلاقة بين طوائفه وقواه الاجتماعية
المختلفة مرتبطة» ارتباطاً وثيقاً. بتطورات الصراع مع اسرائيل؛ بما لا يقاس مع أي قطر عربي
آخر. وفي حين كان السياسيون التقليديون يتحدئون عن ان «قوة 5 لينان في ضعفه». فان قوة
الضعف هذه لم تفلح: على الاطلاقء في حماية الكيان اللبناني من العواصف والانواء التي
دهمته يكل عنف.
واذا كان من المعتاد اعتبار العام ‎:١575‏ ( بدء المقاومة الفلسطينية المسلحة ), هونقطة
التحول التي بدأ عندها الانغماس اللبناني الكبير في المواجهة العربية ‏ الصهيونية» فان هذا
لا ينبغي» أبداًء ان يقلل من اثرنضج الاوضاع الاجتماعية داخل لبنان وسعي الطوائف التي
شعرت بالاضطهاد السياسي والاقتصادي لتغيير بنية النظام ليلائم الاوضاع الجديدة.
والواقعء ان التفاعل بين الصحوة الفلسطينية وبين تلك الاوضاع الجديدة الد اخلية في لبنان,
كان هى الذي حكم تطور الاوضاع في لبنان لما يزيد على عقدين من الزمان: بايقاع خافت
ومحدوب بين 1175 و 19175 ثم بايقاع صاخب وشامل مع تفجر الحرب الاهلية في ‎١91‏
‏حتى اليوم. ولقد كان الطبيعي ان يكون الجنوب اللبناني مع الضفة الغربية نقطتي الانطلاق
الاساسيتين للعمليات الفدائية الفلسطينية. وبعد هزيمة ‎,١171‏ تصاعد العمل الفدائّي
. وتصاغدت معه امكانات التصادم بين السلطة الرسمية اللبنانية, تدعمها الطوائف المسيحية
المسيطرة أساساً وبين المقاومة الفلسطينية تدعمها قوى الطوائف الاسلامية بشكل عام.
ووجدت اسرائيل في ذلك المناخ فرصاً متوالية» ومتاحة دائماًء لمزيد من تعميق التناقضات بين
الاطراف المتنازعة. وكان «اتفاق القاهرة» الذي عقد في تشرين الثاني ( نوفمبر) ‎,١15759‏
‏صيغة أفلحثء مؤقتاً, في تهدئة الصراع. من ناحية اخرىء اثرت المواجهة بين النظام الاردني
والمقاومة الفلسطينية ( ‎1171-151١‏ ) في الوضع في لبنان» بعد ان اصبح الجنوب اللبناني
>57
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22429 (3 views)