شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 34)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 34)
المحتوى
شبه الجزيرة العربية» ووقفت مع الاستعمار البريطاني ضد ثورة الجنوب اليمني!04).
اما احدث الدروس في هذا الاتجاه., فهي تلك التي حدثت في اقصى المشرق العربي: أي
ضرب المفاعل النووي العراقي في حزيران ( يونيى ) ‎.15/4١‏ ثم الدعم الخفي والمستمر لايران
في حربها ضد العراق. وليس من الصعب على المراقبء الآن» ان يتصور أن قوة الجيش
العراقي الذي تمرس بالقتال الطويل ضد ايران تمثل احدى الهواجس التي تشغل بال
القيادة الصهيونية في تقديرها لآثار حرب الخليج.
في مواجهة هذا كله, فان منطق الاستراتيجية التي تتبعها الانظمة العربية هى منطق
التجزئة والتفتت, منطق الدولة ( والدول ) المستقلة ذات السيادة؛ أي غياب الاستراتيجية
القومية. وليس المرء في حاجة إلى ان يضيف اي جديد حول شكلية؛ او انعدام فاعلية» عشرات
المشاريع للوحدة والتنسيق الدفاعي» الخ.
على اننا لن نجافي الصواب اذا قلناء ايضاً. ان استراتيجية اسرائيل تتمثل في التعامل
مع البلدان العربية كأنها وحدة واحدة, ولكن تكتيكها السياسي, والعسكري, يقومان على
التعامل مع البلدان العربية كل واحدة على حدة. ولذلك؛ لم يكن غريباً ان تحرز اسرائيل؛ وفقاً
لذلك التوجه ( الاستراتيجي - التكتيكي )» نتائج باهرة في التعامل مع العالم العربي. خاصة
عندما يفقد وعيه بتلك الحقيقة. والمعاهدة المصرية - الاسرائيلية والصاح المصري ‏ الاسرائيلي
ابلغ مثالين على ذلك. كذلك ان الحرب في لبنان؛ والمواجهة ضد الأردن وبسوريا والمقاومة
الفلسطينية» تؤكد كلها تلك الحقيقة. انها تتعامل مع كل طرف بقوة تكفي للتعامل مع جميع
الاطراف في آن.
وعلى العكس من ذلك فان الاستراتيجية العربية في مواجهة اسرائيل هى استراتيجية
التفتت أو التجزئة ( أي بعبارة أخرى: لا استراتيجية عربية )» في حين ان تكتيكها يقوم على
التنسيق اى التوحيد بينهاء أي انه. تنسيق اى توحيد تكتيكيء ولمواجهة ازمات او مواقف
طارئة . وي حين ان التنسيق العربي في حرب تشرين الأول ( أكتوير ) قد اثمر نتائج ممتازة,
الا ان انفراط عقد هذا التنسيق وتلاشي معظم آثاره يكشفء بكل جلاءء طابعه التكتيكى
المؤؤقت. ‎١‏
ومن هذا المنظور, يبدو كيف ان التوجه المصري للصلح مع اسرائيل لم يخرج عن الخط
الاستراتيجي العربي ( فهو في الواقع غير موجود أصلاً )؛ وانما خرج عن التكتيك العربي
المعتادء القائم على التنسيق لحظة المواجهة. انه توجه يقوم على فك الارتباط المصري -
العربي. والواقع» ان النظام الساداتيء بهذا السلوك؛ قلب التوجه المصري نحو العرب رأساً
على عقب. فمن منظور «الدولة», كان من الطبيعي ان مصر اقدم «الدول» العربية واكثرها
. رسوخاً «كدولة» لم تكن لها حساسية الاندماج والذوبان في كيان عربي اكبر العام /15,
ولكن بعد ذلك بعقدين من الزمان: أي في العام ؛: وللاسف الشديدء تصرف النظام
المصري كما لو انه لم يكن هناك خيار امام مصر سوى ان تتصرف كدولة وحيدة ومنعزلة .
؟ - وفي اطار التبعية والتفتت, فان تخلف الانظمة العربية» وبالتحديد بمعنى انعدام
المؤهسسية؛ يضيف سبباً آخر يسهم في تفسير ما تتسم به سياسات تلك الانظمة ازاء الكيان
الصهيوني من ضعف الكفاءة والفاعلية . وعلى الرغم من ان انعدام المؤسسية سمة مشتركة
بين البلدان العربية ويقية بلدان العالم الثالث, بدرجة أو بأخرىء فان هناك اسباباً خاصة
0
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)