شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 38)
- المحتوى
-
بداياته الاولى في القرن السادس عشر(”*).
ومع حلول النصف الثاني من القرن التاسع عشرء كانت تعقيدات المسألة اليهودية؛ وقد
تفاقمت مع تحول بلدان اوروبا من الاقطاع إلى الرأسمالية» تلد الأجنة الاولى للحركة
الصهيونية, وذلك باقتران كامل مع انتقال الرأسمالية الاوروبية الى طورها الامبريالي. وهذه
الاجنة هي التي تجمعت في نهاية القرن التاسع عشر لتشكل المنظمة الصهيونية العالمية
ولتبلور مشروعها للسيطرة على فلسطين.
الوجود الصهيوني وردود الفعل الأولى
اما اشكال المعارضة الفلسطينية للبدايات الاولى هذهء الممعنة في القدم: فمن الصعب
العثور عليهاء ان وجدت؛ ومن المشكوك فيه. على كل حالء ان يكون ابناء فلسطين اطلعوا على
الاتصالات الدولية التي اجريت في ذلك الوقتء او ان يكونوا شكّوا بأية اغراض سياسية وراء
مجيء يهود جدد للتعبد بالقرب من الاماكن المقدسة والتبرك بالاقامة حولها؛ كما ان فلسطين
ذاتها كانت, في الفترة الممتدة ما بين القرنين السادس عشر والعشرين؛ موزعة بين ولايات عدة,
وكانت مناطقها المختلفة تتداول بين هذا وذاكء اوهذه وتلك, من الامارات والولاة والولايات,
فضلاً عن الغزاة الاوروبيين,. » على نحو يصعب معه ان نتصور وجودب مقاومة لمحاولات ضئيلة
الاهمية. ومن المشكوك فيه ان يكون الفلسطينيون قد علموا بها.
اذن» ولكي لا نتوه في ملفات التاريخ الوسيط؛ ودون خشية الوقوع في الخطاء سنوجز
فنقول: ان المعارضة الفلسطينية لمحاولات انشاء كيان يهودي في فلسطين تمثلت في سلسلة
ردود الفعل المتعاقبة التي توالت مع تطور المشروع الصهيوني وخطوات تنفيذهء وذلك منذ كان
هذا المشروع في ستينات وسيعينات وثمانينات القرن التاسع عشر مجرد أمل يشتمل على
تصورات واهداف مشتتة؛ الى ان تحول لخطة عمل صاغها المؤتمر الصهيوني الاول على امل
ان تنفذ بموافقة السلطات العثمانية المسؤولة عن البلاد» ثم الى ان صار عدواناً مسلحاً
منصباً على فلسطين وشعبها العربي بالذات. وقد تفاوتتا بالطبع؛ اشكال ردوب الفعل
الفلسطينية وحجومها تبعاً لمدى الخطورة التي امكن ادراكها بعد كل خطوة خطاها المشروع,
وكذلك, بل بضمن ذلك تبعاً لمدى نمو الوجودب اليهودي في فلسطين وبروز اطماعه الخاصة.
ان اصل هذا الوجوب اليهودي يعود الى عهوب قديمة. فمن بين يهوب فلسطينء, هناك
المستعربون الذين كانوا في البلاد عند الفتح العربي لها اى جاءوا اليها في ظل هذا الفتم؛
ومنهم الذين وفدوا من اسبانيا عندما طرد اليهود السفاراديم من ذلك البلد لاسباب دينية
العام :١447 أي بعد سقوط الحكم العربي الذي كان يحميهم. ومن يهود فلسطين القدماء
من جاءها من بلاد اوروبية اخرى. فقد الف الكثيرمن الزوار والحجاج اليهود ان يبقوا في
البلاد لدوافع دينية؛ او هرباً من الاضطهادء او للتمتع بالامتيازات التي منحتها الدولة
العثمانية لرعايا عدد من الدول الاوروبية. لكن وجود هؤّلاء جميعاً لم يقترن باطماع سياسية
خاصة باليهود. اما التقديرات التي تتحدث عن اعداد اليهود في فلسطين بالذات» فلم تظهر
الامع ظهور التيارات الصهيونية. والتقديرات الاولى التى ظهرت بين ١8757 و 1480 جاءت
مختلفة ومتضاربة بحيث يصعب الاعتداد بها() . وأول التقديرات التى يمكن الاخذ بهاء
ولو بتحفظ لصدورها عن مصدر صهيوني له مصلحة في المبالغة, ظهر العام :١1 84٠0 حين قيل
5271 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)