شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 40)
- المحتوى
-
هذا خطأ كبير؛ اذ ان العربء مثل كل الساميينء لديهم ذهن حاد مليء بالفطنة... العرب»
سكان المدن خاصة؛ يرون ويقهمون أعمالنا ورغبتنا في البلدء ولكنهم يتظاهرون بانهم لا
يلاحظون ذلك. انهم يعتقدون بان اعمالنا الحالية ستكون تهديداً المستقبلهم؛ ومن ثم فهم
يحاولون ان يستثمروناء وكذلك ان يأخذوا بعض المنفعة من القادمين الجدد حيث يكون ذلك
ممكناًء وفي الوقت نفسه., فانهم, ٠ في دآأخل نفوسهم, يضحكون علينا... ولكن لو حان الوقت
الذي يتطور فيه وجود اخواننا اليهود في فلسطين الى حد كاف لتهديد السكان المواطنين
بالابعاد, بقدر كبير او صغير... عندها لن يسلَّم الاخيرون مراكزهم بسهولة»(05).
والثاني في مجال اثارة حذر السلطات التي سبق ان أثار حذرهاء ايضاًء توالي النشاطات
الصهيونية من هجرة ويناء مستوطنات. والحقيقة ان السلطات العثمانية بدأت اجراءاتها
للحد من الهجرة اليهودية في ذلك العام. كانت القوانين العثمانية تعطيء قبل ذلك لليهود من
رعايا الامبراطوريةء كعثمانيين: الحقوق ذاتها التي لغيرهم؛ اما اليهوب الاجانب, فكانوا
مشمولين بالحقوق والامتيازات العديدة الممنوحة لرعايا الدول التي يحملون جنسياتها. ومن
كانوا من بين هؤلاء اليهود الاجانب رعايا لدول ليست لها امتيازات خاصة:؛ فقد شملتهم
رعاية قناصل دول اخرىء مثل بريطانيا أى فرنسا او المانيا؛ وهكذا تهيا لهؤلاء اليهود
الاخيرين: ايضاًء حق الاقامة والتملك . ولم تكن هناك. على كل حال» قيود بشأن دخول اليهود
الى فلسطين كزوار او كسياح او كحجاجء واول قيد وضع في العام ١845 جاء ليشمل اليهود
القادمين من روسيا ورومانيا والصرب ويلغارياء وقد اصدرت بشأن هؤلاء اوامر حكومية
توجب على الداخل منهم الى فلسطين ان يودع لدى سلطات الحدود مبلغ ٠١ ليرة عثمانية
كضمان لمغادرته البلاد بعد انقضاء مدة اقامته التى لا يجوز ان تزيد على "١ يوماً(7١). لكن
هذه الاوامر آلغيت بعد ذلك بسيب الضغوط الدولية التى انصبت على السلطة العثمانية0).
ثم تعاقبت» لعدة سنوات لاحقة, عمليات اصدار اوامر مماثلة والتراجع عنها("'2., إلى ان جاء
العام :١855١ الذي حفظ لنا تاريخه عريضة اهالي القدسء حين قدمت إلى البلاد دفعة كبيرة
من المهاجرين بلغت خمسة آلاف[5'), وادى ذلك الى تجدد حذر السلطات: فاصدرت آأوامر
جديدة تنظم دخول اليهود وتحيطه بعدد من القيوب. وقد تم ذلك كما رأيناء بتأثير ضغط
الاهالي؛ ونتيجة ضغط مارسه: ايضاًء ممثلى الدول المعدودة كاثوليكية: فرنسا والنمسا
واسبانيا وايطاليا(: '). والأوامر الجديدة التي أصدرت في العام ١855١ ابقت ضمان الليرات
الخمسين.
الحقيقة ان موقف الدولة العثمانية من الهجرة اليهودية ظل موضع شدّ وجذب بين
ضغوط الاهالي وضغوط الدول الاجنبية متناقضة المصالح بهذا الصدد. حتى ان أوامر
التقييد التي اشرنا اليهاء تم نسبها الى دوافع صحية واجتماعية» وابلغ بذلك سفراء وقناصل
الدول الاجنبية» ومنهم من اقتنع بدوافع كهذهء كما كان شأن السفير البريطاني الذي ابلغ
إلى وزارة خارجيته ان السلطات التركية لها بعض العذر في ما اتخذته من اجراءات «لان
غالبية اليهود الذين يصلون لفلسطين هم من الطبقة المهاجرة والمعدمة»(١"). وكتبت احدى
الصحف العثمانية نية «آن الدولة العلية كانت قد رحبت بالمهاجرين من يهود روسياء فكانت يذلك
اعرف الدول بحقوق ق الانسانية» ولكنها رأت» بعد ذلك, انهم يفدون الى البلاد التي يقصدونها
زمراً وجماعات بحيث يضيق عليهم فضاء تلك البلدان» وسينشا عن ذلك امراض معدية
0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)