شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 43)
- المحتوى
-
صغيرة, وهي نتائج ضئيلة للغاية حين نتذكر ان الجهد الذي بذل لتحقيقها استغرق اكثر من
ثلاثين سنة. اما بقية يهوب فلسطينء ومعظمهم من قدماء اليهود الذين لا علاقة لهم
بالصهيونية, فتوزعوا على المدن» حيث استآثرت القدسء وحدهاء ب 58555 منهم!").
ويعد موّتمر بازلء ازداد الأمرء بالنسية إلى الصهيونيينء سوءا على سوءء وظل كذلك
لسنوات عدة لاحقة(”"). واذا كانت الانظار الصهيونية اتجهت؛: تحت ضغط مجموعة عوامل
اشرنا انفاً الى عدد منهاء الى البحث عن مكان آخر للاستيطان على ممتلكات الدولة العثمانية
أى خارجهاء فان الاهتمام بفلسطين لم يغب كلية في تلك الفترة» ولا في اية فترة أخرى. وقد
سعى هرتسلء مسوقاً بهذا الاهتمامء لتليين موقف الدولة العثمانية من خلال صب ضغط
دولي شديد عليها.
وهكذا شهدت سنوات ما بعد مؤتمر بازل نشاطاً دبلوماسياً صهيونياً متصلاً اداره
هرتسل لاكتساب تأييد الدول الاوروبية من خلال اظهار المنافع التي ستجنيها هذه الدول
لوتحقق المشروع الصهيونى(؟'). كما شهدت السنوات ذاتها العمل الصهيوني الداخلي لبناء
مؤسسات المنظمة الصهيونية العالمية» من جهة, والخلافات العديدة التي تطورت» او
استجدت. بين فرقائهاء من جهة آخرى*'). وقد رافقت الحملتينء الدبلوماسية الدولية» .
والداخلية, نشاطات اعلامية واسعة للغاية, اذ تجندت الاقلام الصهيونية في حملة واسعة
لصنع رأي عام ضاغط لصالحهاء من جهة» وللحوار بشأن نقاط الاتفاق او الاختلاف بين
الفرقاء الصهيونيين العديدين» من جهة آخرى. واذا كان عدد من قادة الرأي والمنظمات
السياسية العرب» لجا خصوصاً في هذه الفترة التي اشتد فيها عسف السلطان عبد الحميدء
الى الدول الاوروبية لتنظيم المعارضة ضده.ء واذا كان» أيضاً. عدد من الطلبة بدأ يفد اليها
من أجل الدراسةء فقد اتيح لبعض هؤلاء ممن يعذيهم الامرء من بين من يعرفون منهم لغات
اجنبية» ان يطلعوا على شيء من الشأن الصهيوني. من هنا ظهرت» من بين قادة السياسة
والفكر العربء في هذه الفترة» اوائل الاصوات القليلة التي حذرت من مخاطر الصهيونية.
وينبغي ان لا ننسى ان جهد هؤلاء القادة كان جلّه منصباً على تجنيد قوى المعارضة من اجل
تحقيق المطالب العربية من السلطات العثمانية» وقد جرى اطلاعهم على الشأن الصهيوني
27 » وكذلك جاءت معارضتهم للصهيونية وتحذيراتهم منها في تلك الفترة. أما ف البلاد
ذاتها فيا دار ما دخلك الا قليل من الشرء ذلك ان قليلاً جداً من الصحف العربية التي كانت
مشتركة في وكالات انباء اجنبية امكن ان تتلقى الانباء الموجزة للغاية التي تنقلها الوكالات
عن النشاط الصهيوني هنا وهناكء واقل من هذا هى الذي كانت هذه الصحف تهتم بنشره.
والى ادبيات هذه الفترة, ينتمي التحذير الذي وجهه نجيب عزوريء وهو من الذين الجأهم
الاضطهاد العثماني الى باريس فأسس فيها عصبة الوطن العربي المعارضة. فقد كتب في
العام 1105: «تبرز في هذا الوقت, وبشكل لم يثر الاهتمام سابقاًء ظاهرتان خطيرتان
متعارضتانء رغم تماثل طبيعتهماء هما يقظة الامة العربية وجهودب اليهود لتأسيس مملكة
اسرائيل القديمة على نطاق واسع للغاية. انه مقدر لهاتين الحركتين ان تتصارعا باستمرار
حتى تتغلب احداهما على الأخرىء ومصير العالم كله يعتمد على نتائج الصراع بين الشعبين
اللذين يحملان مبدآين متناقضين»7 '). ويبدى ان عزوري وقع على كتابات من تلك التي كان
الصهيونيون يشرحون فيها حدود مطامعهم الجغرافية او يتناقشون بشأنهاء فهو يبلغ قرّاءه
2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 160-161
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)