شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 46)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 46)
المحتوى
الوافدين مع الهجرة الثانية: آراء ابشتاين بأنها مجافية للواقع ثم سأل باستخفاف: «أليس
لنا شيء نقلق بشأنه سوى مصير العرب والفلسطينيين 6( *). غير ان اقوال آحاد هاعام
وأبشتاين تظل لهاء فيما يتصل ببحثناء اهمية خاصة:. اذ انها تدل على ان مشاعر الجمهور
العربي في فلسطين ازاء المشروع الصهيوني كانت واضحة للعيون البصيرة: وان لم يكن هذا
الجمهور قد انتقل الى العمل المباشر ضد الصهيونية.
تار استلام الاتحاديين الاتراك للسلطة
في ذلك الوقتء وقع الحدث الذي كان له تأثير بالغ الاهمية في دفع مصائر البلدان
العربية المشرقية؛ ومنها فلسطينء بعيداً عن ارتباطها الذي استمر قروناً بالامبراطورية
العثمانية؛ مما كان بمثابة تمهيد غير مقصود لوقوعها في براثن الاستعماريّن, البريطاني
والفرنسي» وتهيئة الظرف الذي تنبآ به آحاد هاعام: والذي سمح بتطور الوجود اليهودي في
فلسطين الى حد كاف لتهديد السكان العربء فاظهر رد فعلهم انهم «لن يسلموا مراكزهم
بسهولة» على حد تعبير آحاد هاعام الذي اقتبسناه آنفاً. ونعني بهذا الحدث: الانقلاب
الدستوري الذي شهدته الامبراطورية العثمانية العام ‎.١5-04‏
كان حكم السلطان عبد الحميد» الذي استمر ثلاثة وثلاثين عاماً قبل سقوطه في العام
4, واجه اشكالاً متعددة من المعارضة, منها تلك التي نشأت وسط القوميات الكثيرة غير
التركية التي تضمها الامبراطورية والتي تنشد الاستقلال او الاستقلال الذاتى ومنها
المعارضة التركية ذاتها الناهضة ضد الحكم الاستبدادي. وقد انضم المستنيرون من
المعارضين الاتراك» ومعهم عناصر قليلة من قوميات اخرىء في جمعيات عديدة سرية؛ وكانت
اهمها جمعية تركيا الفتاة ووليدتها جمعية الاتحاد والترقي التي انشئت كفرع لتركيا الفتاة
في سالونيك واستقطبت ضباط الفرقة العسكرية الثالثة المرابطة في منطقة سالونيك. والانقلاب
الذي نشير اليه بدأه هؤلاء الضباط الاتحاديون في سالونيك, ففرضوا على السلطان؛ في تموز
( يوليو) 154 ان يعلن الدستور. ثم لم يلبثوا ان خلعوه في نيسان ( ابريل ) من العام
التاليء واضطلعوا باعباء الحكم في ظل السلطان محمد رشاد الذي نصبوه خلفاً لعبد الحميد
المخلوع. وبهذا الانقلاب التاريخيء تم انتقال الامبراطورية العثمانية من الحكم
الاستبدادي الى الحكم الدستوري الذي طال انتظاره. ولا يقلل من اهمية هذا الانتقال انه
وقع متأخراً فيما كان عقد الامبراطورية يوشك على الانفراطء اذ ان الانقلاب قد عزز, على كل
حالء الممارسة والفكر الدستوريين في الشرقء في بلدانه كافة» وكذلك الفكر التحرري بصورة
عامة؛ وانفتح به الطريق ليس لعصرنة تركيا وحدهاء بعد قرون من العزلة عن روح العصر
وتطوراته؛ بل لدفع حركة استقلال البلاد العربية عن الامبراطورية العثمانية خطوات اخرى
الى أمام. لقد حرص الاتحاديون على الاقتداء بالديمقراطيات البرجوازية في الدول الغربية,
كما جهدوا في تعريز وضع القومية التركية بين قوميات الامبراطورية كقومية سائدة, فأدى
هذاء وذاكء وما رافقهما من محاولات التتريك, على نحو مركبء الى تطوير الحركة العربية
القومية, مستفيدة من الحريات التي توفرت, والى انتقالها من المطالبين بالاستقلال الذاتي
الى المطالبة بالاستقلال الكامل عن الامبراطورية والسعي لاقامة دولة عربية واحدة تضم
اقطار المشرق العربي» ويضمنهاء بالطبع فلسطين. ونالت فلسطين حصتها من هذا وذاك:
ا
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)