شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 54)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 54)
المحتوى
وتشويه ادراكهمء وذلك باستخدام اساليب كل من الحرب النفسية والتسميم السياسي92©).
اضعاف الثقة في الذات القومية
ليس اكثر تأثيراً في الخصمء في الصراعات العضوية» لدفعه إلى تبديل قناعاته, وتغيير
اتجاهاته: من اضعاف ثقته بذاته القومية» خاصة بعد ان فقدت الفكرة التقليدية للحرب: في
العصر الحديث: والتي تقوم على اعتيار إن هزيمة الجيوشء. واحتلال البلاد. اشارة تنبئٌ
بالاستسلام: جزءاً كبيراً من قيمتها(” ). يعلى ذلك حاولت سلطات الحكم الاسرائيلي
العسكريء منذ أيام الاحتلال الاولى» اضعاف ثقة مواطني الضفة الغربية والقطاع بذاتهم
القومية لايصالهم إلى درجة من اليأس والاستسلام للواقع» وقبول ما يفرض عليهم: بشأن
مستقبلهم السياسي.
وبهذا الخصوصء يمكن تتبع السياسة الاسرائيلية في ثلاثة جوانب: فمن أجل ايصال
مواطني الضفة والقطاع الى درجة من اليأس والاستسلامء اتبعت معهم سياسة «القبضة
الحديدية والعقاب الجماعي». ومن اجل القضاء على أي املء في حل يأتي محققاً لطموحاتهم
القومية. عملت على محاربة م.ت.ف. ( التعبير النظامي عنهم ) لتجريدها من عوامل قوتها.
ومن أجل امتصاص التوترات النفسية» التي قد تنشاً عما سبق استخدمت سلاح الاشاعة.
ولا : سياسة القيضة الحديدية والعقاب الجماعي
يشكل الارهاب العسكريء والقمع الجماعيء والضغط الاقتصاديء وهو ما تعنيه
سياسة القبضة الحديدية والعقاب الجماعى: احدى الوسائل الهامة:؛ المؤدية الى درجة من
اليأس والاستسلام!؟), وذلك لما يقوب اليه هذا وذاك من حالة؛ من الخوف والذعر الدائمين,
اللذين يبقيان المجتمع في وضع من «اللاتوازن الثابت712) الناتج عن تمزيق النشاطات المادية
للنظام الاجتماعي» ومن ثم حرمان هذا النظام من بلوغ اهدافه ذات القيمة الكبيرة» والتي
تتمثل في الحفاظ على طريقة كاملة في الحياة. كما كانت من قبل ( تطبيق سياسة القبضة
الحديدية والعقاب الجماعي )(')؛ وهذا ما قد يودي الى خلق شعور عام في المجتمع بعدم
القدرة على استخدام الوسائل المتاحة وتوجيهها لتحقيق اهداف النظام الاجتماعيء وبالتالي»
شعور المجتمع بأن هناك قوى «اخرى» تسيره وتتحكم فيهء مما يوصل المجتمع؛ في النهاية,
الى حالة مرضية تتمثل في الاغتراب بكافة مظاهره ابتداء بالهروب ( المادي أو النفسي او
الديني )»2 ؛ ومروراً بالتمرد غير الهادفء وانتهاء بالاستسلام؛ وهى الموقف العملي للمغترب»
حيث يصل الى قمة العجز واليآسء والى القيام بتبرير الوضع الذي نشأ عنه شعوره
بالاغتراب ( وهوهنا الاحتلال )» وإلى اللجوء لاستعمال منطق الأمر الواقع» وقبول ما يفرض
عليه هذا الواقع().
حاولت سلطات الحكم الاسرائيي العسكري ان توصل مواطني الضفة الغربية وقطاع
غزة الى الحالة السابقة بتطبيق سياسة «القبضة الحديدية والعقاب الجماعي» عليهم؛ في
الاوقات التى تنفجر فيها أعمال المقاومة المدنية والمسلحة للاحتلالء: أو عند ظهور احتمالات
وقوعها(”"). وتتمثل هذه السياسة في ناحيتين: الأولى؛ انزال العقاب القاسي والسريع والتهديد
على كل من اشترك ( أو سيشترك ) في هذه الاعمال» وعلى كل من ساعده أو تستر عليه؛ أو
قام بتحريضه؛ أما الناحية الاخرىء فتتمثل في حجب الامتيازات والتسهيلات الممنوحة
6
تاريخ
يوليو ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22434 (3 views)