شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 60)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 160-161 (ص 60)

المحتوى

الغربية وقطاع غزة, على زعزعة ثقتهم ببعضهم البعض. ولجأت في ذلك الى مختلف وسائل
الحرب النفسية؛ متبعة اساليب ثلاثة: نسف الروابط العائلية» وزرع الشكوك بين المواطنين,
وخلق الانقسامات في صفوف المواطنين. ومما ساعدها في ذلك. وجوب اعداد كبيرة من المواطنين
يعملون في اجهزة الادارة المحلية ( تعليم. صحة:؛ زراعة: الخ )؛ وفي مشاريعها المختلفة,
بالاضافة الى الاعداد الكبيرة من الذين ينتقلون؛ يومياًء للعمل في اسرائيل.
أولاً: نسف الروايط العائلية
يتميز مجتمع الضفة الغربية وقطاع غزة, بوصفه امتداداً للمجتمع الفلسطيني قبل
النكبة ( العام 1144 )» ويكونه جزءاً من المجتمع العربي؛ بخاصة؛ والشرقي: بعامة,
باحتلال العائلة مكانة هامة في حياته. ان تلعب العائلة دوراً هاماً ورئيساً في عملية الضبط
الاجتماعى.
فبالرغم من التغييرات التي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء النكبة؛ الا ان شكل الهجرة
الجماعية التي تأثر بها من هاجر, ومن لم يهاجر. سمحت للاسرة بان تكون هي المظهر الوحيد
المتبقى للترابط الاجتماعىء بعدما ادت الى فقدان دور بعض المؤسسات الاجتماعية,
كالعشيرة والقرية والمدينة في الترابط الاجتماعى7"") الى حد ما.
ولعل هذه الحقيقة تعود الى احدى السمات الهامة للتنظيم الاجتماعي العربي, والمتمثلة
في عدم وجود جمعيات مختصة بحماية الناس والاهتمام بهم اذا دعت الحاجة وقت الازمات.
وإذلك بقيت العائلة تقوم بهذا الدور(؟"). ومن ثمء فرغم التشتت ( الهجرة ) الذي ادى الى
تفتيت معظم الجماعات الطبيعية: الا انه لم يضع حداً للتضامن العائلي» ومن ثم ظلت
للروابط العائلية اهمية خاصة: بوصفها جزءاً من الهوية الثقافية للفلسطينيين.
انطلاقاً من هذه الاهمية للعائلة والروابط العائلية, وفي اطار سياستها الهادفة الى
«التدمير النفسي والقومي للانسان الفلسطيني والجيل الناثي خاصة... ( لجأت سلطات
الاحتلال ) الى تشجيع الشباب على العمل ( في اسرائيل ) حيث الاغراءات المالية... ( والى )
فتح مجالات الضياع والانحراف الجنسىء والادمان على المخدرات...572"). واذا اضفنا الى
ذلك ما دفع اليه الركود الاقتصادي الاسرائيليء من هجرة اقتصادية للعمالة الى الدول
العربية ( بعد حرب تشرين الأول - أكتوبر 1677 )» وان مجال العمل في اسرائيل أو داخل
الضفة والقطاعء لا يستوعب الفئات المثقفة والمتعلمة, ولذلك تضطر للهجرة الاقتصادية الى
الدول العربية والخارج» فان اهم ما أثر في الروابط العائلية في الضفة الغربية وقطاع غزة,
يرجع الى العمل في اسرائيل بصفة خاصة:. والهجرة الاقتصادية؛ بصفة عامة؛ والى تشجيع
سلطات الاحتلال لفتح مجالات الضياع والانحراف واللهو.
(1) العمل في اسرائيل والهجرة الاقتصادية
يؤدي العمل في اسرائيل» والهجرة الاقتصادية للخارج.ء الى التأثير في الدور الذي تقوم
به العائلة في عملية الضبط الاجتماعى.
فالعمل في اسرائيل ترتب عليه بروز ظاهرتين في الحياة العائلية. الظاهرة الاولى وتنبع من
تغيب رب العائلة عن عائلته في اثناء عمله في اسرائيل ( يصل يوم العمل في اسرائيل الى حوالى
عشر ساعات: ساعة ذهاب واخرى ايابء وثمان ساعات عمل ).؛ مما يقلل من اشرافه على
عائلته الى ابعد الحدود. وتزداد حدة هذه المسألة لدى العامل الذي يبيت في مكان عمله ولا
00

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 160-161

تاريخ

يوليو ١٩٨٦

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات