شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 10)
المحتوى
هذه الاتفاقات المخدرة في الماضي سنوات وسنواتء حتى وصل الوضع الى ما هى عليه من
صعوية وخطورة. والخوف هى أن لا يؤدي استمرار السير على هذا المنوال الى وحدة وطنية,
بلء عملياًء الى كارثة تصفوية.
ويجد هذا الشعور بالخوف ما يبرره في مؤشرات اول «انجان» ( واول الرقص «حنجلة» )
تمكن دعاة الوحدة الوطنية من تحقيقه؛ ونقصد به البيان المعروف باسم «اعلان برا غ», الذي
وقعّه ممثلون عن «فتح» والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي الفلسطيني.
وحتى لا نترك مجالاً كبيراً للتأويلات والاجتهادات, نسارع الى القول انه في مثل هذا البيان,
الذي يبد متأخراً الى وراء في اساليب العمل الفلسطينيء وفي نهج التفكير الكامن وراءه
والطريق التي يشير اليهاء يكمن الخطر الشديد. ْ
والمسألة اهم واكبر من ان تترك .دون توضيح؛ ووضع النقاط على الحروف.
عود على بدء
لعل ابرز ما يلفت النظر في اعلان براغ آنف الذكر هى نغمه ‏ والاصل في الموسيقى
النغم... ‏ الذي يشبه تلك الانغام الناشزة التي اعتدنا على سماعها قبل عشر سنوات أو اكثر,
واعتقدنا ‏ بسذاجة ‏ بانها انتهت, بعد ان «نضجتء المقاومة؛ لنكتشف ان أي تغيير لم يطرأ
في هذا الصدد. فالبيان على الطريقة المقاومية التقليدية: يكرر الكليشيهات المعهودة بشأن
القاء الوم حتى عندما يطرأ تغيير في الطقس - على الاستعمار والامبريالية والصهيونية...
والانكشارية:؛ الخ ليخلص الى الايحاء بان «الاعتداءات والتهديدات الموجهة ضد ليبيا
وسورياء ( كذا ! ) هي احد الاسباب التي تدفع الى الوحدة الوطنية الفلسطينية !
ولا حاجة للتدليل كثيراً على ان مثل هذه الطروحات؛ او على وجه التحديد «المنطق»
الكامن وراءهاء «وتقليد» القاء الكلام على عواهنه دون حسيب او رقيب» هي وصفة المصائب
العديدة التى حلت بالعمل الفلسطيني خلال الحقبة العابرة؛ على ما فيها من مزايد أت وبعد
عن الواقع وضحك على الذقون. فمن جهتناء ونعتقد بأن العديد يشاركنا هذا الرأيء يا حبذا
لى اتسعت ما تسمى المؤامرات الامبريالية وهاجت وماجتء وعصفت بالنظامين السوري
والليبي في آن» واختفت كل رموزها ‏ علّ البديل يكون أعقل وأرحم. ولكن لا تحسم الامور
بالثمني وليس هذا هو المهم. فالمهم هو المنطق العجيب الغريب الكامن وراء هذه الرؤية الفذة»
والذي يعتبر نظامي الردة السوري والليبي «وطنيين» ومعاديين للامبريالية» وذلك رغم الادوار
التخريبية التي يلعبها كل منهما على حدة؛ الاول في المشرق والثاني في المغرب, اى تلك التي
يلعبانها سوية, مثل مساعدتهما نظام الخمينيء المتخلف والمتعصب. على احتلال اراض في
الوطن العربي في العراق ( بالمناسبة اسرائيل أيضاً تلعب الدور ذاته )» مما يعتبرء وفق
المقاييس كافة, خيانة قومية من الدرجة الاولى. وليس هذا المجال؛ على كل حالء لتعداد
الموبقات التي ارتكبها ويرتكبها كل من النظامين المذكورين ضد العرب عامة والفلسطينيين
خاصة؛ ولكن لا بد من التذكير بانه لم يبق هناك؛ تقريباًء ولو عنصر أو كادر واحد في «فتح»,
أى المتعاطفين معهاء لم يلحق به الأذى؛ على الصعيدين السياسي والشخصيء جراء السياسات
المضللة للنظامين السوري والليبي خلال السنوات الاخيرة. واذا كان الامر كذلك, فما الذي
يدفع ممثلي «فتح» في المفاوضات حول اعلان براغ الى الموافقة على ذكر مثل تلك العبارات في
4
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22422 (3 views)