شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 12)
- المحتوى
-
جوهري. فاذا كانت المقاومة بعد عقد ونصف العقد من العمل المكثف المتواصلء لم تستطع
الا دانجان ما وصلت اليه من حالة الضعف الراهنة؛ فانه ليس هنالك ما يمكن أن يشير الى
امكان حدوث تغيير جوهري في هذا المجال في المستقبل. فهناك امراض وراثية خطيرة,
مستعصية الحل.
ولا شك في ان هذا الواقع هو بيت القصيد في مسألة التمثيل الفلسطيني. فالحديث عن
منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها «الممثل الشرعي الوحيد» يطلق هنا وهناك في مختلف
انحاء العالم: ابتداء من معظم دول العالم الثالث, مروراً بالمعسكر الاشتراكيء وانتهاء بالآمم
المتحدة» الخ. ولكن بالنسبة الى بعض انظمة التآمر العربية ولعدد من الدول الاوروبية,
وكذلك - وهذا هى المهم والاخطر بالنسبة الى الاعداءء «الممثل» ليس ممثلاً, الا بشروط
تعجيزية؛ وفي حال كونه كذلك فانه ليس «وحيداً»؛ وان كان وحيداً فانه ليس «شرعياً» بمأ فيه
الكفاية. والسبب الرئيس لذلكء الذي ينبغي التذكيريه مرة أخرى, هو حالة الضعف المزمنة
المسيطرة على «الممثل» وعدم قدرته على فرض نقسه على معسكر الاعداء والخصوم. ويتحمل
«الفكر» والممارسات المهجرية الفلسطينية المسؤولية الكبرى عن هذه الحالة؛ وقد آن الاوان
لايقاف نشاطهم الضار عند حدهء حتى لا يلحق بنا المزيد من الكوارث.
أن رفض القيول ب «الممثل الشرعي الوحيد»» خصوصاً لدى معسكر الاعداء الاميركيين
والاسرائيليين» عميق وجدي للغاية, كما هى معروف جيداً. وخلال السنوات العشر الاخيرة
بُذلت محاولات عديدةء وقدمت صيغ غ مختلفة واقتراحات متنوعة للالتفاف حول ذلك الرفض»
ولكنها كلها باءت بالفشل. فالرفض ما زال مكانه» ويبدى انه سيبقى كذلك. ومن هنا طرحت
مساألة المشاركة في التمثيل؛ على شكل وفد اردني - فلسطيني مشتركء وهي فكرة حظيت
بمباركة بعض الدول العربية ومقاومة البعض الآخر ( والكل: طبعاًء لاسبابه ومطامعه
الخاصة به )» في محاولة للالتفاف حول ذلك الرفض وحمل الاميركيين والاسرائيليين على
«ابتلاع الحبة»: ولكن دون نجاح كبير. فعلى الرخم من تلك التنازلات بقيت تحفظات كثيرة في
محلهاء مثها كما نذكر اشتراط بقاء من يُعرفون بقادة الصف الاول في العمل الفلسطيني
بعيدين من المشاركة في أي وفد يمثل الفلسطينيين. ١
ومن ناحية اخرىء لا بد من الاشارة كذلك الى ان المحاولات العديدة» التي بذلت خلال
السنين الماضية» للالتفاف حول «الممثل الشرعي الوحيد» والغاء دورهء لم تنجح حتى الآن.
ويبدى ان هذا الفشل العارض جعل بعض الاطراف التي تتمسح ب «الممثل الشرعي الوخيد»
وتعد نفسها عليه, يعتقد بأته يملك حق «الفيتى» بشأن مسألة التمثيل. وهذا الاعتقاد غير
صحيح, ذلك ان سبب ذلك الفشل لا يعود الى «شطارة» «الممثل» فقطء بقدر ما هى ناجم,
أيضاًء عن «غباء» الاعداء وعنادهم. فمن حسن حظ «الممثل» ان المشاريع والمقترحات المقدمة
لحل القضية الفلسطينية لا تحظى برضى رجل الشارع الفلسطيني ولا تلفت نظره لتعارضها
مع ابسط طموحاته؛ ولذ! فأنه يرفضها بالفطرة ويتمسك ب «الممثل الشرعي الوحيد» الذي
يبدوله - خصوصاً عندما يكون بعيداً عن تأثير المستيسرين والمهجريين عاقلا ومتزناً.
وبالتالي لا لوم عليه ولا مفر من التمسك به. ولكن ليس هنالك اي ضمان في ان يستمر الحال
على هذا المنوال. قالاعداء والخصوم قد «يعقلون» قليلا: فيقدمون, لاعتبارات عديدة
ومتنوعة, اقتراحات معقولة اى بداية شبه معقولة لاقتراحات قد تبدى معقولة» أى مقبولة من
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)