شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 50)
المحتوى
في تصور امكان قيام دولة ما بتقديم العون والتأييد لدولة أخرى بصفة مستمرة». ولقد تبع
هذا القول سيادة المفهوم القائل بان العلاقات بين الدول لا تقوم على اساس صداقات
وتحالقات دائمة؛ بل على اساس مصالح متبادلة. ولا كانت المصالح تتغير, واحياناً تتبدل كلياً
وذلك بسبب تغير الظروف التى املتها وتبدل تطلعات الطبقات الحاكمة» فان العلاقات الدولية
اصبحت عرضة للتغير والتبدل المستمرين. ونتيجة لذلك, أصبح من الممكن ان يستبدل
اصدقاء اليوم باعداء الامسء وإن يتغير اصدقاء الامس ليصبحوا اعداء الغد.
وعلى سبيل المثال» اضطرت الولايات المتحدة الاميركية» في اثناء الحرب العالمية الثانية,
الى التحالف مع الاتحاد السوفياتي ضد المانيا النازية» ومن ثم اتجهت الى معاداة الدولة
السوفياتية» بعد انتهاء تلك الحرب. ومن ناحية أخرىء قامت الولايات المتحدة الاميركية, في
الخمسينات, بمد يد العون الى اليابان ومساعدة اليابانيين على اعادة بناء اقتصادهمء وذلك
على الرغم من انها أي اميركا ‏ كانت استخدمت القنبلة الذرية لايقاع الهزيمة باليابان في
العام 1545. ومن خلال «مشروع مارشال», قامت الولايات المتحدة الاميركية بالمساهمة في
اعادة بناء اقتصاد اورويا الغربية الذي دمرته الحرب العالمية الثانية؛ كما قامت بتأكيد
زعامتها وقيادتها لدول المعسكر الرأسمالي. وبينما كانت ايران» في اثناء حكم الشاه؛ في
السبعيتاتء من أهم حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الاوسط: وشرطيها الدولي في منطقة
الخليجء اصبحت. اليوم؛ ويعد تغير الطبقة الحاكمة وفلسفة نظام الحكم؛ من الد اعداء
الولايات المتحدة الاميركية, ومن اهم القوى المناوئة لسياستها في تلك المنطقة.
ان دخول الولايات المتحدة الاميركية اتون الحرب العالمية الاولى» وقيامها بدور فاعل في
تحديد نوعية وطبيعة المعاهدات الدولية التي ترتبت عليهاء فرض على الحكومة الاميركية دخول
معترك العلاقات الدولية والمشاكل العالمية. نتيجة لذلك: ازداد الاهتمام الرسميء والشعبي,
بالمشاكل والقضايا الدولية؛ كما آخذت الاجهزة والمؤسسات المعنية بأمور السياسة الخارجية
تتحددء وتتبلور, وتقوم بدور هام في صياغة وتنفيذ القرارات الخاصة بتلك السياسة. ويعد
تطور وبسائل المواصلات والاتصال الحديثة: وقيامها بربط اجزاء العالم المتباعدة بعضها
ببعضء وتراجع الاهمية النسبية لدول اوروبا الاستعمارية على الساحة الدولية, قامت اميركا
بتولي زمام قيادة العالم الغربي ؛ كما اخذت حكوماتهات تنفرد» تقريباً في رسم استراتيجية
المواجهة تجاه الاعداء, خاصة الاتحاد السوفياتي. ونتيجة لتيلور الاجهزة الحكومية المعنية
برسم السياسة الخارجية واضطرار واشنطن الى القيام بدور رئيس على الساحة الدولية,
أخذت عملية صياغة؛ وادارة, السياسات الخارجية تستحوذ على اهتمام الرئيس الاميركي,
والكونغرس» ووسائل الاعلام؛ والرأي العام» والجامعات, ومراكز البحوث والدراسات, واجهزة
المخابرات وغيرها. وهكذا اصبحت قضية العلاقات الدولية, وعملية صياغة القرارات
السياسية والاقتصادية الخاصة بهاء تناقش على مختلف الصعد؛ كما اصبحت الآراء حيالها
مجالاً من مجالات التنافسء واحياناً التناحرء بين اجهزة الدولة المعنية ومجموعات الضغط
. السياسي ذات المصالح والاهداف المتباينة.
وعندما كتب الدستور الاميركي قبل حوالى ‎٠٠١‏ عامء حاول مؤسسو الدولة الاميركية
الفتية تعريف دور الرئيس وتحديد سلطاته. خاصة ما كان يتعلق منها بالقوات المسلحة,
والاتفاقات الدولية» والعلاقات الخارجية. ولذلك. نص الدستور الاميركي على كون الرئيس
5
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)