شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 53)
- المحتوى
-
ونا كان رجال الكونغرس يمثلون قطاعات مختلفة من الشعب الاميركي, ومن الاقتصاد
الاميركيء واحياناً من الاقليات الاميركية النشطة؛ فانهم يحاولون؛ أو على الاقل يدعون.
التعبير عن مواقف وتطلعات ومصالح من يمثلون من جماعات واقليات وصناعات. ويسيب
اتجاه غالبية اصحاب المصالح الخاصة: كالاقلية اليهودية وبعض التجمعات الدينية
والايديولوجية ومعظم القطاعات الصناعية الهامة كصناعة السيارات والبترول والدخان
والنسيج والحديد, الى تشكيل مجموهات الضغط الخاصة ( اللوبي )» فان مواقف الكونغرس
وقراراته المتعلقة بالسياستين, الداخلية والخارجية؛ على حد سواءء أصبحت عرضة للتأثر
بالضغوط التي قامت منظمات اصحاب المصالح الخاصة بحشدها. ولما كانت مصالح
واهداف تلك القوى متباينة, واحياناً متناقضة؛ فان قرارات الكونغرس؛ خاصة ما يتعلق منها
بالعلاقات الدولية والتجارة الخارجية؛ كثيراً ما جاءت متناقضة مع ذاتها ومتضارية مع ما
سبقها من قرارات أخرى. ونتيجة لذلك, اصبحت قرارات الكونغرس اكثر ميلا الى تجسيد
التصارع الذي تعيشه المصالح الخاصة على الساحة الاميركية؛ واقل قدرة على تجسيد
مصالح اميركا الاستراتيجية القومية وحماية مواقعها وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
ومن ناحية اخرىء قاد اتساع نفوذ أميركا وكثرة مسؤولياتها على الساحة الدولية الى
تعقيد عملية اتخاذ القرار السياسي وتعدد الاجهزة والمؤسسات المشاركة في صياغته وتنفيذه.
ولقد حتم ذلك اقامة الكثير من مراكز البحوث والدراسات واسناد العديد من المهام اليهاء
خاصة ما يتعلق منها بجمع المعلومات وتحليلهاء واعداد التقارير عن اوضاع مختلف الدول
والمنظمات والقضايا الهامة؛ وتقديم التوصيات المناسبة الى الادارة لاتخاذ قراراتها بهذا
الخصوص. وتعتبر المراكز الكبيرة, خاصة المتواجدة منها في واشنطنء'العقل المفكر للحزبين,
الجمهوري والديمق راطي. ومصدر امداد الحكم بالقوى البشرية المؤهلة لشغل المناصب
الرئيسة في الدولة, والمحطة التي تأوي اليها غالبية كبار المسؤولين بعد خروجهم من الحكم.
ويسببب تعدد الجهات التي اصبحت تشارك في صياغة القرار السياسي في اميركا بصفة
مباشرة وغير مياشرة؛ من ناحية» وتباين وجهات النظر د اخل تلك الجهات وفيما بينهاء من
ناحية أخرىء فان المعارضة كثيراً ما لجأت الى مؤسبسات الاعلام, من اذاعة وتلفزيون
وصحافة. وذلك بغرض شرح وجهة نظرها وخلق رأي عام متعاطف مع مواققها. ولذلك,
أصبحت مشكلة تسرب الاخبار والمناقشات السرية من داخل الادارة:من اهم المشاكل التي
واجهت الحكومات الاميركية المتتابعة. خاصة خلال فترة حكم الرئيس ريغان. وهكذا اصيح
من المتعذرء تقريباًء اتخاذ القرارات السرية وتنفيذها دون غلم مؤسسات الاعلام الرئيسة بهاء
وقيام تلك المؤسسات باذاعتها ونشرهاء خاصة اذا كان لبعض قوى الضغط الخاصة
( اللوبي ) مصلحة في ذلك.
وفي سياق التعليق على مدى التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة واسرائيل كتبت
جريدتا «النيويورك تايمز» ى «الواشنطن بوست» مؤخراً ان تواجد اصدقاء اسرائيل وعملاتها
في المراكز الرئيسة لاتخاذ القرار السياسي, او بالقرب منه. في كل من البيت الابيض ووذارتي
الخارجية والدفاع وفي مجلس الامن القومي واجهزة المخابرات, جعل في امكان الحكومة
الاسرائيلية الحصول على المعلومات السرية والهامة؛ اول بأول. ولذلك اصبع في امكان اسرائيل
التعرف على توجهات الحكومة الاميركية ومواقف كبار المسؤولين فيهاء وبالتالي الاعتراض على
لحك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)