شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 82)
- المحتوى
-
وفي عهود حكومات المعراخ, اعترف بمتطقة الامن كعامل حيوي في الدفاع عن جنوب البلاد في
مشارف يميتء وذلك من خلال وضع كل العوامل اللازمة لذلك: مطارات» اجهزة انذار» موانع ونظام
استيطاني دفاعي. وتم تطبيق كل هذه الامور في مشارف رفح» وشكلت» لذلك؛ اساساً للمقهوم الامني
هناك. وعندما تم الجلاء عن منطقة سيناء ومشارف يميتء واعيدت منطقة الامن التي بنيت وفقاً
لمفهوم المعراخ الامنيء كانت هناك ضرورة لتحديد منطقة الامن حول قطاع غزة: وليس داخله.
وللاسف لم يعمل وفق ذلكء بل اعتيرت المستوطنات التي اقيمت داخل القطاع بمثابة منطقة
أمن. وكان التبرير لذلك يستند الى خطط استيطانية ومفاهيم امنية قديمة من الماضي.
الاخطار المهددة للاستقرار الاجتماعي
من بين كل مركبات صيغة الامن القومي, فان مسألة الاستقرار والبنية الاجتماعية القومية. هي
المسألة ذات الصلة بقطاع غزة» وبالحلول السياسية في تلك المنطقة.
فالاستقرار الاجتماعي هو الهيكل الذي يمنح الشعوب الصغيرة التي تعيش في حالة ضغط
قوميء العمود الفقري والقدرة على الصمودء حتى لو كانت المركبات الاخرى لصيغة الامن القومي
تعاني من نقص نسبي . ولزيد الاسفء فان مناعة واستقرار المجتمع الاسرائيلي لم يتعززا خلال
سنوات حكم الليكود السبع؛ ويبدى ان قدرتنا الاجتماعية, كشعبء نتناقص باحجام مقلقة, مقارنة
بالسنوات الاولى من عمر الدولة. ولا شك في ان وجهات نظر الليكوبء في المواضيع الاجتماعية: قد
اساءت الى الاستقرار الاجتماعي في الدولة, اللازم لنا جداً.
وبينما نحن منشغلون في قضايا الامن والجيشء اخذ يتدمرء قبالتناء النسيج الاجتماعي
الحساس للعلاقات بين الشعوب وبين الطوائفء وبين المجموعات والافراد في اسرائيل. وكان ذلك
نتيجة للتأثير الهدام للاختلاط الاجتماعي في حياة العمل والتجارة وجراء الاتصال اليومي لسكان
قطاع غزة مع اسرائيل؛ , بحثاً عن لقمة العيش.
ودويداً رويداً» بدأت تتدمر بنية اجتماعية سليمة: وبدأت تنشأ مهن «للعرب فقطء. بدأت تقام
مصانع لا مكان للعامل اليهودي فيها. وبدأت البنية الاستيطانية, وبالذات في بعض الموشافيم,
بالانهيار؛ واخذت اجزاء كبيرة من الاراضي والمياه ورؤوس الاموال القومية تعودء من جديد, الى ايدي
من كانواء ربما مرة» السكان المحليينء واليوم يعيشون في مخيمات قطاع غزة.
ان برامج الاحزاب الكبيرة تقدم اجوية واحدة, وعامة,, لكل القضايا ولكل المناطق مستعصية
المشاكل. وهذ! الافتراض يانه اذا دمجنا كل المشاكل فانها ستجد حلا لها بسهولة اكثر, هو افتراض
غير صحيح. فمن الافضل ايجاد حل لكل مشكلة, في كل منطقة. بشكل مختلف ومميز عن غيره.
فمسالة الجولان ليست كمسألة يهودا والسامرة» وهذه ليست كمسالة قطاع غزة؛ ولا يجب تقديم
حلول عامة؛ حتى لوكانت برسم الخيار الاردني الذي يطرحه حزب العمل.
مسألة خاصة ومنفصلة
اننا لسنا معنيين بربط مشكلة قطاع غزة بمشكلة يهود! والسامرة ( قربط مشكلة غزة بمشكلة
الضفة يزيد من حجم الموضوع الى حد كبير)ء سواء من الزاوية السياسية أى حتى من الزاوية
الاقليمية. وليس لنا اية مصلحة في خلق جسر ارضي داخل دولة اسرائيل» ولا حتى في زيادة عدد
السكان الفلسطينيين الذين يجب ايجاد حل لمشكلتهم والموجودين» بغالبيتهم؛ في يهود! والسامرة.
لقد كان قطاع غزة في الماضيء وما زال اليوم؛ وحدة منفصلة عن الضفة من الناحية التاريخية
والسياسية؛ وليس هناك اي منطق في ان نكون» نحن بالذات: من يتخذ خطوات تربط مشكلة يهودا
والسامرة بمشكلة قطاع غزة.
في اتفاق السلامء حصلت مصر على كل ما طلبته دون ان تأخذ على عاتقها اي تدخل حقيقي واية
مسؤولية عملية عن حل قضية اللاجئين. علينا مطالبة مصر بان تتحمل قسطها من هذا العبء,
بواسطة تحمل المسؤولية عن مشكلة قطاع غزة وتقديم حل مشترك لاسرائيل ولغزة» دون ان نثقل في
3م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)