شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 112)
- المحتوى
-
ومن ثم قرار الانتداب» وتعهد بريطانيا بموجبه العمل على انشاء وطن قومي لليهود في البلد. ويدثت
الهجرة الى فلسطين» رغم ضعفهاء خلال الحقبة ١916 - 21571 غير أن معدل الهجرة ارتقع بعد
أن فرضت دول عدة سلسلة من القيود خفضت بموجبها عدد اليهوب المهاجرين اليهاء كالولايات
المتحدة الاميركية وعدد من دول اورويا الشرقية وكندا وجنوب افريقيا. وقد اصبح اليهوب المهاجرون
الى قلسطين العناصر الاساسية التي اسهمت في انشاء «الوطن القومي اليهودي».
ويناءً على اقتراح لجنة الشرق التابعة لهاء منحت بريطانيا البعثة الصهيونية صلاحيات واسعة
عندما قروت ارسالها الى فلسطين في ١4 كانون الثاني ( يناير) /151. فقد خولتها العمل باعتبارها
«حلقة وصل بين السلطات البريطانية والسكان اليهود في فلسطين؛ والمساهمة في اعمال الاغاثة وتطوير
المستوطنات اليهودية وتنظيم السكان اليهود عموماً... وجمع المعلومات وتقديم التقارير بشأن مستقبل
التطور اليهودي في فلسطين» ( ص 74 ) استناداً الى وعد بلفور. وهنا بدأت فكرة تشكيل كتائب
مسلحة للدفاع عن مصالح المستوطنين كان رائدها جابوتينسكي. وقد نفذت الفكرة, فعلاء بعد
استجابة بريطانيا للمشروع؛ ان اعلنت في اواخر آب ( اغسطس ) 15177 موافقتها على اقامة كتيبة
يهودية في الجيش البريطاني سميت «الكتيبة ١4 من حملة البنادق الملكيين»؛ بقيادة الكولونيل
باترسون» وتعيين جابوتينسكي ملازماً فيها . نقلت هذه الكتيبة الى فلسطين العام :١15١4 مشكلة من
متطوعين يهود» بينهم داقيد بن غوريون . وثمة كتيبة ممائلة هي الكديبة * 5» غير ان عناصر الكتييتين
قد تقلصت بعد أن ترك قسم منها العمل فيهما وعاد الى مستوطناته, الامر الذي ادى الى اعادة تنظيم
من تبقى من المتطوعين في كتيبة واحدة, سنة 1515١ء تحت اسم «الكتيبة اليهودية الاولى». لكن هذه
سرعان ما تقككت وسُرّح معظم جنودها. في هذه الفترة» واستجابة الى التطورات السياسية لدى القوى
اليهودية الهادفة الى تثبيت اركان «الوطن القومى»؛ وقعت صدامات وانشقاقات بين تلك القوى في
اطار المساعي المبذولة لتشكيل أطر اقتصادية وتنظيمية وقانونية للمستوطنين وللاراضي والعمال
الزراعيين. هناء يعرض المؤلف لابرز الاحزاب والتنظيمات» ووجهات نظرها بصدد مختلف المسائل
المتنازع عليهاء فيقدم لنا صورة تفصيلية عن واقع الحركة السياسية للصهيونية ومؤتمراتها في ارجاء
متباعدة من العالم؛ فيقول ان لانشقاقات المعسكر العمالي اليهودي او الصهيوني خارج فلسطين
تأثيرها المعاكس على العمال الصهيونيين في اليلد . فقد عدت لديهم الميل الى الاتكال على انفسهم ورص
صفوفهم باعتبار انهم يخوضون معركة «تحقيق» الصهيونية فعلياً في فلسطينء وانهم لا يستطيعون,
بالتاليء السماح لانفسهم بالانهماك قٍِ «ترقف» الخلافات النظرية. وبحكم وضعهم ومنطلقاتهم هذه,
لعب العمال الصهيونيون دوراً مهماًء ان كانوا الجهة الوحيدة التي تولتء آنذاك, تنفيذ المشروع
الصهيوني في فلسطين وقد تم ذلك عبر وجهات نظرهم ومنطلقاتهم العقائدية والاجتماعية عموماً. من
دون ان يظهروا اهتماماً كبيراً بالقرارات الطناتة التي كانت تتخذها المؤتمرات الصهيونية المنعقدة
خارج فلسطين, في حال التعارض بين تلك القرارات وبين اهدافها ( ص ١١15-1١١5 )» لذا قرروا
اتياع سياسة الاعتماد على النفس والعمل تبعاً لامكاناتهم وتطويرهاء فراحوا يقيمون مختلف
المؤفسسات الاقتصادية والاسديطانية والنقابية وغيرها لتقوية مراكزهم على كافة الصعد, من ناحية,
واستيعاب المهاجرين الجددء العمال منهم خصوصاً من ناحية اخرى. وثابر العمال على تنفيذ
سياستهم هذه فأحرزوا نجاحات كبيرة مكنتهم؛ مع منتصف الثلاثينات, من السيطرة على معظم
مراقفق الكيان الصهيوني في فلسطين . ثم انطلقوا منها بعد ذلك ليسيطروا على المنظمة الصهيونية
العالمية بأسرهاء ووجدوا لهم نصيراً هىد. حاييم وأيزمان: اضافة الى ما كان لهذا من نفوذ بوصفه
رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية والزعيم الصهيوني غير المنازع آنذاك.
كان وايزمان تهصلء خلال اشرافه على النشاط الصهيوني عموماًء الى اقتناع بأن العمال هم
الفئة الوحيدة القادرة على تنفيذ صهيونيته «المركبة»: فقرر مسأعدتهم, فعمقوا فكرة الهجرة الى
فلسطين وخاصة :من العمال والفنيين واصحاب: الحربء ساعين الى اقامة «المجتمع العمالي»
1١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)