شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 114)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 114)
- المحتوى
-
التي ترد تبت على هذه الاوضاع السكانية الاقتصادية الاجتماعية» هي نشوء طبقات جديدة من
المستوطنين اليهود في فلسطين, مختلفة عن الفئات العمالية في منطلقاتها وتطلعاتها وطريقة معيشتها.
وسرعان ما سيطرت وجهات النظر اليمينية المعتدلة, والمتشددة؛ بين هذه القئاتء فاتقسم المجتمع
الصهيوني في فلسطين الى شطرين: عمالي «يساري» ورأسمالي «يميني»» راح كل منهما يقارع الآخر.
ومنذ منتصف العشرينات كان الصراع بين الفئتين المختلفتين هاتين احد المميزات الرئيسة لحياة
المستوطنين الصهيونيين السياسية في فلسطين. في هذه الناحية, يفصل الكاتب بحثه في سياق
الصراعات السياسية؛ فيشير الى ان الجناح العمالي أخذ يبلور عقيدته, مجدداً» في ظل سياسة الوطن
القوميء ويعيد تنظيم نفسه.؛ ويقيم المؤسسات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التابعة
له ضمن مخطط رص صفوفه وتقوية نفوذه. في الوقت ذاتهء كانت التيارات الصهيونية الاخرى في
فلسطين: ومعظمها ذو اتجاهات يمينية معتدلة؛ أو متشددة, تحأول القيام بالعمل ذاته ايضاً. ألا ان
نشاط الفئات اليمينية تم على نطاق ضيق بالمقارنة مع نشاط العمال؛ وجاء متأخراً عنه» في فلسطين
على الاقل» بنحى ربع قرن من الزمن. فخلال العشرينات فقطء ظهرت في فلسطين مجموعات مؤيدة
للصهيونيسين» وهي التيار الصهيوني اليميني المعتدل الذي كان مسيطراً آنذاك» من حيث كثرته
العددية: على المنظمة الصهيونية العالمية. وجاء بروز هذه الفئاتء الى حد ماء تعبيراً عن التغييرات
السكانية الاجتماعية التي طرأت على تركيب المستوطنين اليهود في فلسطين إبان الهجرة الزابعة. وكان
معظم اتباعها من أبناء الطبقة اليهودية المتوسطة الذين شكلوا اكثرية المهاجرين اليهود في ذلك الوقت.
غير انه بالاضافة الى الصهيونيين العموميين وأتباعهم والمقربين منهم تبلورء أيضاًء خلال تلك الفترة»
في فلسطين وخارجهاء ومن خلال المعارضة للسياسة الصهيونية الرسمية التي مثلّها وايزمان وجماعته,
تيار يميني آخر أكثر تشدداً ناصب الجناح العمالي العداء ودخل معه في صراع طويل.
يرى الكاتب ان التيار اليميني المتشددء في بدايته؛ لم يكن الا شكلاً آخر لذلك الخلاف القديم
بين الصهيونيين «اليساريين» و«العمليين» الذي استحكم بالمنظمة الصهيونية العالمية بعد وفاة
هرتسلء ولم يحسم الا قبيل نشوب الحرب العالمية الاولىء عندما سيطر «العمليون» على اللجنة
التنفيذية وباقي مؤسسات الحركة الصهيونية. وكان الصراع بين الطرقين خف خلال الحرب العالمية,
الا انه عاد وقوي مع نهايتهاء خصوصاً بعد صدور وعد بلفور واحتلال بريطانيا لفلسطين ثم اقرار
الانتداب البريطاني عليها. وتركز الخلاف, هذه المرة» حول قضايا ومواقف محددة للغاية : طبيعة
الانتد اب وفحواه ومداه؛ موقف الصهيونيين منهء من ناحية» ومن العرب» من ناحية اخرى؛ كيفية
انشاء «الوطن القومي» ومضمونه ؛ تركيب المجتمع الصهيوني في فلسطين؛ وقير ذلك مما كان يشغل
بال كل صهيوني .
أول من استائف الخلاف السياسي هو د. ماكس نورداىء حيث ابتعد تدريجياً عن --
الصهيونية, اثر سيطرة «العمليين» عليها. فاطلق مجموعة من النظريات الجديدة التي تعتبر
الاسس العقائدية للجناح الصهيوني اليميني المتصلب. دعا إلى اتباع سياسة متصلبة 3
البريطانيين والعرب . وطالب «بالاعتراف بارض اسرائيل كوحدة جغرافية غير قابلة للتقسيم في حدوبها
التاريخية» وينبغي معارضة كل محاولة لاقتطاع أجزاء منها من الشمال والجنوب بشدة». واصر على
تقوية الهجرة الى فلسطين لانها «الطريق الوحيد للقضاء على الخطر العربي...» ( ص ١١9 ).
في هذا الفصلء يحلل الباحث تفكك معسكر اليمين الصهيوني؛ فيرى أن ذلك ناجم عن عوامل
عدة, اهمها ان الميزات الرئيسة لنشاطهم كانت اقتصادية مهنية او مصلحية محلية؛ ولم تكن,
ابدأء سياسية عقائدية. كما لم تكن لديهم زعامة ذات شأن يمكن لمجموعات مختلفة ان تلتف حولهاء
ولذلك صعبت عليهم اقامة حزب متماسك يصارع من اجل السيطرة على السلطة. وسساهم في تثبيت
هذا الوضع: ايضاًء كما يبدىء «اعجاب» اليمينيين المعتدلين» في قرارة نفوسهم, بالتنظيم القوي
للجناح العمالي وتماسكه العقائدي وايمانهم بان العمال يقومون, في نهاية الامرء ببناء الكيان
1١1 * - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22127 (3 views)