شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163 (ص 121)
- المحتوى
-
واستبداله بمعاهدة بين فلسطين المستقلة ويريطانياء شبيهة بالمعاهدات القائمة بين بريطانيا وكل من
العراق ومصر وبين فرنسا وسوريا. غير ان الجهوب العربية لم تفلح في تحقيق اهدافها.
وفي اواخر سنة '1577. بد! الثوار العرب يشنون حملة على القوات البريطانية والصهيونية في
فلسطين, وقد تطورتء تدريجياً. خلال سنة 1578: وتبلورت على شكل حرب عصابات منظمة جيداً
في الجبال وفي المدن. وكان المحرك لهذه الحملة الزعماء السياسيون الفلسطينيون, الذين لجأوا الى
سوريا ولبنان والعراق» ومؤيدوهم في هذه البلدان» حيث يجند هناك المتطوعون ويدربون ويرسلون مع
الاموال والاسلحة عبر الحدود الى فلسطين. وحتى صيف تلك السنةء كانت مجموعات الثوار وصلت
الى مدى من التنظيم لا بأس به استطاعت معه تنسيق نشاطها في المناطق المختلفة وخاضت معارك
عديدة مع القوات البريطانية, من جيش وشرطة؛ في مناطق مختلفة من فلسطين. كذلك انشئت محاكم
ثورية» وراح الثوار يصدرون طوابع بريد خاصة بهم» وتحولت القدس الى مركز لهم لم يكن باستطاعة
الجيش والشرطة دخوله. وخلال شهر ايلول ( سبتمير ) :١5748 وصلت الثورة العربية في فلسطين الى
اوج قمتهاء بعد ان نشأ وضع كانت الحكومة معه تحكم في النهار والثوار يحكمون في الليل. ويرز
العديد من القادة والمجاهدين الذين بسطوا نفوذهم وسيطرتهم على مناطق مختلفة من فلسطين. غير
أن البريطانيين سرعان ما عززوا قواتهم في فلسطين بقوات استقدمت من مصرء وشنوا حملات قمع
واسعة النطاقء الامر الذي اسقر عن اخماد الثورة الفلسطينية.
بعد ذلك, بدأت سلسلة من المداولات والمفاوضات, عقدت في اثنائها عدة مؤتمرات ولقاءات من
اجل تسوية المشكلة: الا انها لم تتوصل الى شيء ملموس يهدف الى تحقيق استقلال فلسطين ٠ واثر
انتهاء هذه المرحلة, أصدرت الحكومة البريطانية في ١7 ايار ( مايو) قرول » كتاباً أبيض جديدا
بشأن سياستها في فلسطين. وقد جاء هذا الكتاب مختلفاًء في مضمونه واهدافه, عن كافة الكتب
البيضاء السابقة التي اصدرتها بريطانيا منذ بداية الانتد اب على فلسطين, واعتبر بمثابة نهاية حقبة
من الحكم البريطاني في البلاد. واشارت الحكومة البريطانية الى انها اضطرت الى اصدار الكتاب بعد
ان فشلت الحلول المقترحة كافة لحل المسألة الفلسطينية, وكذلك بعد ان رقضت الاقتراحات .التي
قدمتها في مؤتمر لندن. فقسمت الكتاب الى ثلاثة ابواب هي الدستور والهجرة والاراضي
اثأر صدور هذا الكتاب ردود فعل مختلفة لدى الاطراف المعنية. فالمقتزحات ات تضمنها لم
تحظ برضى اي من العرب. او اليهود» وان اختلف موقف كل طرف منهما ازاءها. فالموقف العربي كان
قد عبرت عنه اللجنة العربية العليا ٠ عبر بيان لها ٠ يؤكد ان الشعب العرني مصرّ على ؤقف الهجرة,
وقفاً.تاماً.. ولا يرضى بما ذون ذلك: ويصرّ على منع انتقال الاراضي من العرب الى. اليهودء منعاً باتاً
ونهائياًء ويطالب باستقلال فلسظين ضمن اليحدة! العربية.
اما المعسكر الصهيوني» فقد رد على الكتاب الابيض بحدة متناهية. فالوكالة اليهودية وصفته
بانه يتنكز «لحق الشعب» اليهودي في اقامة «وطن قومي» في فلسطين. اثر ذلك, باشرو! بمقاومته عبر
أقامة المزيد من المستوطنات» وانشاء الخلايا السرية للدفاع عنها. كما نشطت الهجرة, حتى وان كانت
عبر طرق .ليست شرعية. وأخذت تقوم بحملات أرهابية منظمة ضد العرب ومدنهم وقراهم.
واذ انعقد المؤتمر الصهيوني الحادي والعشرونء ورُقض الكتاب الابيضء جملة وتفصيلاء
اندلعت الحرب العالمية الثانية, واتخذت قضية فلسطين مجرى آخر.
تلك هي صورة الصهيونية» وصورة النضال الفلسطيني ضدهاء كما عرضناها في مفاصلها
العامة التي يضمها هذا الكتاب, الوثيقة, المرجع؛ معززاً بالملاحق.
عبد الله صخي
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 162-163
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)