شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 17)
- المحتوى
-
يسيق لهم حكم انقسهم بانفسهم» يفعل توالي الاحتلالات عليهم.
لقد كان من المفارقات الخطيرة ان التركيز الذي ابدته الحركات القومية العربية,
والحكومات العربية»؛ على قومية القضية الفلسطينية» وقومية المسؤولية والمعركة. كان يضرء
احياناً. بالقضية الفلسطينية اكثر مما ينفعها؛ ذلك ان هذا التركيز والالحاح, لم يكن في
موازاتهماء عملياًء عمل جدي في المستوى ذاته وهذا ما ادى, بدورهء الى التشويه والاضرار
بالقضية الفلسطينية عالمياً. فالصورة التي نقلت الى العالم عن القضية الفلسطينية: هي ان
الصراع دائر بين دولة اسرائيل «الصغيرة», واحة الديمقراطية وملجاً المضطهدينء ويين مئة
مليون عربيء يملكون المال والارض الشاسعة؛ وان العرب يريدون ان يلقوا باليهودب الى البحر
وانهم يحيطون بهم من كل جانب» حاشدين جيوشهم ومعبئين شبانهم ضد اليهود !
هذا هو التصور الذي كان يتركه الاعلام العربي: والتشنج الكلامى» دون ان يكون: في
المقابل» أي عمل حقيقي. من هناء كانت ضرورة ابراز الكيان الفلسطينيء وابراز الشخصية
الفلسطينية؛ وأظهار ان قومية القضية الفلسطينية لا تعني عدم وجود خصوصية فلسطينية,
وان كون اسرائيل والصهيونية تشكلان خطراً قومياً مستقبلياًء الا ان الخطر بالنسبة الى
الفلسطينيين قائم فعلاًء والفلسطينيون يعانون؛ ويجب ان يعرف العالم ان الصراع القائم
فعلاً هوصراع بين شعب فلسطين الصغير المشرد من دياره» الذي يعاني من الجوع والحرمان
في مخيمات اللاجئين» وبين اسرائيل والصهيونية العالمية المدعومة بقوى الاستعمار؛ ونقل هذه
الصورة للصراع الى العالم الخارجي سيخدم. بالتأكيد؛ القضية الفلسطينية اكثر مما
ستخدمها التشنجات الكلامية والتوترات اللفظية حول شمولية الصراع وقوميته دون فعل
حقيقي.
وقد لعبت عوامل عدة في التشجيع على بلورة الشخصية الوطنية الفلسطينية» حيث بدأ
الفلسطينيون يتلمسون لانفسهم طريقاً خاصاً بهم. بدأوا البحث في تعويض لانتكاس الحركة
القومية العربية» وتراجع منطلقاتها القوميةء وارادوا ان يصنعوا الحدث. لا ان يراقيوا تطور
الاحداث. وقد شعرت الحركات القومية العربية بهذا المولود الجديدء فاستعدوا لاستيعاب
الحدث وتدجينه وتوظيفه ضمن رؤيتهم الخاصة. وبدأت ادبيات الحركات القومية العربية
تتحدث عن الشعب الفلسطينيء والدور الفلسطيني في النضال. ولكن أي دور ؟ وما هو
هامش الاستقلالية الممنوح للدور الفلسطيني ؟
الحركة القومية والكيان الفلسطيني ( م.ت.ف. )
يمكن القول انه ابتداء من العام »١155/ بدآت الحركات القومية العربية. تشعر باهمية
التعامل مع ظاهرة بروز وعي كياني فلسطيني. وقد كانت البدايات داخل الاطارات التنظيمية
للحركات القومية. حيث بدأ الفلسطينيون المنضوون في صفوف هذه الحركات يتساءلون عن
دورهم الخاص.ء وكيفية التوفيق بين انتمائهم الحزبي القومي» وبين مشاركتهم في عملية
احياء الوعى الكيانى الفلسطينىء واعطاء الشعب الفلسطينى فرصة المشاركة في النضال
القومي؛ واثبات الذات ووضع حد لاغترابه عن قضيته. 0
ففي العام /115, تشكلت من العناصر القيادية الفلسطينية في حركة القوميين العرب
لجنة سميت «لجنة فلسطين». ويذكر أحمد ( ابو ماهر ) اليماني: أحد قادة الحركة: ان
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)