شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 21)
- المحتوى
-
بالكيان. واعتبرت حركة القوميين العرب ان رضوخ الشقيري لهذه الضغوط يشكل اتحرافاً
وتقويضاً مقصوباً للكيان 03),
ويبدو ان الشقيري كان شاعراً بالتهديد الحقيقي الذي تمثله العناصر الحزبية النشطة
لزعامته ونهجه السياسيء ولم ينكر انه سيعمل على ابعاد الحزبيين عن المراكز الحساسة في
المنظمة» لان هيمنة هذه العناصر على المراكز الحساسة يعني سقوط المنظمة في يد الاحزاب,
والتي لا تتفق مع السياسة الرسمية العربية التي يعتبر الشقيري ممكلاً لها على الساحة
الفلسطينية.
ففي تصريح ادلى به الشقيري لصحيفة «الحياة» البيروتية» اعلن انه بدأ محاولاته لابعاد
جميع العناصر الحزبية عن المراكز الرئيسة في المنظمة؛ بحجة ان هذه العناصر تعمل من اجل
مصلحتهاء بدلاً من العمل في سبيل القضية الفلسطينية؛ وانه لن يستعين الا بالمستقلين.
وقد علقت الصحيفة على ذلك ب «ان هذه الخطوة من قبل الشقيري جاءت في اعقاب
الحملة العنيفة التي شنها عليه الحزبيون» وخاصة حركة القوميين العربء التي اتهمته
بالدكتاتورية».
وقد اوضح الشقيري ان خلافه مع حركة القوميين العرب يعود الى انها طالبت باريعة
مقاعد في اللجنة التنفيذية للمنظمة «في محاولة واضحة ومكشوفة للسيطرة عليها واخضاعها
لها», وانه عملء بكل الوسائلء لاحباط هذه المحاولة حتى لا تقع المنظمة في ايدي فئة واحدة
من الفلسطينيين(؟١)
اما حزب البعثء فقد كان اكثر عداء للشكل الذي تسير عليه عملية احياء الكيان
الفلسطيني؛ ولكنه؛ في الوقت ذاته امتلك تصوراً واضحاً للكيان الفلسطيني. وقد نشر
البعثيون» في العشرين من أيار ( ماي ) 1574, مشروع كيان فلسطين تحت اسم «الكيان
الفلسطيني الحقيقي». وان كان المجال لا يسمح لنا بالشرح المفصل لنقاط هذا المشروع, الا
انه من المفيد ان نبين اهم ما ورب فيه:
ففى مقدمة مشروع «الكيان الحقيقي» تم تناول العلاقة بين القضية الفلسطينية
وقضية العرب التحررية؛ حيث ورد «ان معركة فلسطين هي معركة قومية بكل ما في هذه الكلمة
من معنى»؛ وان الخطر الصهيوني لا يمس الفلسطينيين فقطء ولكنه يهدد الذات العربية بكل
مكوناتها وتراثها الحضاري. ومن هنا اكدت مقدمة الميثاق على ان «تحرير فلسطين هو تحرير
للعرب. واستمرار اسرائيل هى ترسيخ للوجود الاستعماري وتثبيت للتجزئة وللانظمة
الرجعية, 075).
يلاحظ من هذه الفقرة ان الحزب اعطى الاولوية لتحرير فلسطين على العمل النضالي
لاسقاط الانظمة الرجعية» والقضاء على التجزئة. فتحرير فلسطين هو المدخل للقضاء على
التجزئة وهذا يعتبر موقفاً متقدماً في رؤية الحزب. وتناولت المقدمة؛ أيضاًء الدور الفلسطيني
في معركة التحرير. حيث اعطى الحزب للفلسطينيين دوراً طليعياً في النضالء واعتبر ان قومية
المعركة لا تعني الغاء الدور الرئيس للفلسطينيين في المعركة؛ فالفلسطينيون هم اصحاب
المصلحة الاولى في التحرير «والمشاركة القومية في محاربة الصهيونية ليست بديلاً للدور
الطليعي الذي يضطلع به الشعب العربي الفلسطيني؛ ولذلك؛ فان اي خطة لتحرير فلسطين
لا تنطلق من ضرورة اعطاء شعب فلسطين الدور الطليعي والقيادي: وتمكنه من تحمل
* . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10635 (4 views)