شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 25)
- المحتوى
-
والاقرار بحق الفلسطينيين بنوع من الاستقلالية في العمل؛ الا انها استمرت امينة للمنطق
القومي الوحدوي القائم على اساس اولوية النضال الوحدوي التحرري العربي على معركة
الصدام مع العدوء واعتبار ان «الوحدة طريق التحرير». خصوصاً وان الاحداثء آنذاك
( 1175 )ءلم تضع هذه الاستراتيجية على المحك العمليء وكانت الانظار العربية متجهة الى
الجمهورية العربية المتحدة, وقواتها المسلحة تنتظر منها خوض معركة التحرير.
ومن هناء فقد فاجأت انطلاقة العمل الفدائى الواقع العربى وحركاته القومية. وتباينت
ردوب الفعلء بين مؤيد لهذه الاستراتيجية وداعم لهاء وبين متحفظ منها ومشكك في جدواها.
وبصورة عامة؛ كانت السنوات الثلاث الاولى من عمر الكفاح المسلح تمثل مرحلة الحذر
والترقب» سواء بالنسبة الى الجماهير الفلسطينية اى الجماهير العربية» ذلك ان حركة «فت»
التي باشرت الكفاح المسلح لم تكن معروفة الهوية بعد وكان الفكر القومي هو السائد,
وعبد الناصر واستراتيجيته هي المقبولة جماهيرياً. ولم تتبدل القناعات والمواقفء بالنسبة الى
العمل الفدائيء الا بعد حرب حزيران ( يونيو) 1577, حيث اظهرت الهزيمة هزال الواقع
العربي» وضعف الجيوش العربية» وهشاشة الاستراتيجية العسكرية العربية» ان لم يكن
غيابها الفعي. وفي جو الهزيمة» اثبت العمل الفدائي جدواهء وفرض حقائقه النضالية:
وتجاوبت الانظمة العربية والحركات التحررية العربية مع هذه الاستراتيجية الجديدة,
اقتناعاً وايماناً بهاء اومجاراة ونفاقاً لها. ولم تكن الحركة القومية العربية» بفصائلها الرئيسة
الحلاية, ببعيدة عن الحدث؛ فقد تفاعلت معه. وتينت منطلقاته ضمن تصورات محددة لكل
منها. 2 02
اولاً: بالنسبة إلى حزب البعث؛ كان الحزب اكثر الحركات القومية اهتماماً بالعمل
الفدائي عند انطلاقته. ويلاحظ ان الحزب أيد الاعمال الفدائية التي قامت بها «العاصفة»
منذ الايام الاولى» ومدها بالمساعدة؛ والسماح بالمرور في اراضي سوريا. ويبدو ان موقف البعث
هذا كان له صلة بسياسة البعث في سوريا الذي كان يدفع في اتجاه توتير الاوضاع مع العدو
الصهيوني, وينادي بمباشرة الصدام معه؛ وهى الامر الذي كان يرفضه عبد الناصر ويحذر
منه. ومن هناء وجد البعثيون في العمل الفدائي الوسيلة التي تخدم سياستهم هذه خصوصاً
ان عبد الناصر وقف موقف الحذر والتشكيك من الاعمال الفدائية ل «العاضفة», ووجهت
الاوساط الناصرية شتى الاتهامات اليهاء واعتبرت اعمالها نوعاً من التوريط في حرب لم تنجز
التهيئة لها.
وفي تقرير لحزب البعث حول فلسطينء نشر في نيسان ( ابريل ) 1575: اي بعد شهور
قلائل من انطلاق العمل الفدائي» تم التطرق الى دراسة الوضع على الساحة الفلسطينية,
وخص حركة «فتح» حيزاً مهماً من تحليله. فيعد ان اشار التقرير الى ظروف تأسيس «فتح»
وما يقال عن علاقة قادتها بجماعة الاخوان المسلمين: وتحليله لاستراتيجية «فتح» القائمة
على الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية؛ اكد «ان العمل الفدائي الذي اقدمت عليه
' الماصفة ' عمل جبار كسر الجدار المعنوي الذي كان ن يحيط بالعمل التحرري داخل
الارض المحتلة» رغم ضآلة ما فعلته ' العاصفة' , ورغم ضعف الامكانيات البشرية,
والحربية: والمادية» والقيادية,(©1).
وفي نهاية التقرير. أصدرت عدة توصيات حول فلسطينء اهمها المطالبة بدعم كل عمل
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)