شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 44)
- المحتوى
-
الفلسطينية ؛ والثانية» وهم الذين تفهموا موقف الثورة الفلسطينية ووقفوا موقف التأييد لها.
بالنسبة للفئة الاولى» نجد ان قسطنطين زريقء المفكر القوي والذي عاصر الحركة
القومية العربية منذ الثلاثينات, في كتابه «معنى النكبة مجدداً», تصدى لمعالجة وبحث
اسباب هزيمة العام :١111/ وسبل مواجهة نتائجها. واعتبر زريق ان المواجهة بين العرب وبين
العدى الصهيوني هي مواجهة حضارية؛ حيث ان «مجتمعنا العربي والمجتمع الاسرائيلي الذي
نجابهه ينتميان الى حضارتين مختلفتين: والى مرحلتين متفاوتتين من مراحل الحضارة»!"١).
وعليه, فان اسباب نكسات العرب وهزائمهم المتوالية تعود لتخلفهم, بالمفهوم الواسع لهذه
الكلمة. ومن هذاء يدعو زريق الى مجتمع علمي عقلانيء الوصول اليه لا يتم الا بانقلاب عقلي»
وثورية فكرية جذرية. ٍ
وفي كتابه «نحن والمستقبل»», كرر زريق افكاره السابقة ذاتهاء داعيا الى ثورة عقلية,
واعطاء القيادة للعقل ليغير الواقع. وفي بحثه عن اسباب فشل الانظمة الثورية في تحقيق
الوحدة العربية؛ رأى ان السبب يعود الى عاملين: اولهماء في الخلافات بين الانظمة الثورية
ذاتهاء والنزاعات بين قيادتهاء وخصوصاً البعث وعبد الناصر؛ وثانيهماء ان محاولات الوحدة
السايقة كانت تفرض فرضاً: والوحدة الحقيقية لا تفرض . كما اعتير زريق ان من. اسياب
التراجع والتدهور الذي شاب الحركة القومية العربية؛ دخول فلسفات فكرية جديدة هيمنت
عليهاء وحرفت مسيرتهاء وهي الاشتراكية التي ادت الى تقسيم المجتمع العربي الى رجعيين
وثوريين, محافظين وتقدميين» وبحيث نشرت الانقسام والتشتت. وقال زريق ان الدعوة
الاشتراكية «فيما كانت في البدء تصحيحاً لخطأ وملء لفراغ في الدعوة القومية, اذا هي تتقدم
على هذه وتحتل مكان. الصدارة» واذا النزاع الطبقي يتغلب على وحدة: الامة»(14).
الا ان ايلاء زريق اهمية قصوى للعقلانية والتقدم العلمي الحضاريء لم يمنعه من
ملاحظة ان بعض البلدان استطاع ان يواجه عدواً متفوقاً عليه. حضارياً وعسكرياً. مثل
الصين وفيتنام والجزائر, لكنه ارجع السبب في ذلك الى توفر شروط لا تتوفر لدى الامة العربية
اى الشعب الفلسطينى. وعليه, فان حرب التحرير الشعبية» او حرب العصابات:؛ لا تصلح في
المنطقة العربية؛ لان طبيعة البلاد وعدم توفر ادغال وجبال ومستنقعات فيهاء لا ييسر لها
ممارسة هذا النوع من الحروبء بالاضافة الى ان فيتنام كانت تحصل على مساعدات من
الدول الشيوعية المحيطة بها. الا ان زريق يعتبر الاهم من هذا ما توفر للفيتناميين من روح
معنوية.قوية وامتلاكهم خبرة قتالية طويلة("١).
ولكننا نتسائل هناء هل المطلوب من العرب التطبيق الحرفي لحرب التحرير الشعبية: كما
طبقت في فيتنام ؟
ان لكل شعب خصوصياته وظروفه الخاصة. والصعوية لا تكمن في. اختلاف الظروف
الطبيعية؛ بل تكمن في توفر الارادة» لان الحاجة تولد الوسيلة ١ الناسبة. ومن الممكن تطوير
وتعديل حرب التحزير الشعبية بما يتلاءم مع طبيعة البلاد؛ كما ان الروح المعنوية العالية
والخبرة القتالية تأتيان بالممارسة والقتال, ولا يمكن الحكم؛ مسبقاً, لى, عدم توفى الروح
المعنوية والخبرة القتالية قبل ممارسة القتال فعلاً.
يتفق نديم البيطار مغ قسطنطين زريق» لكونهما ينتميان. الى ما يمكن تسميته بالمدرسة
الفكرية. العقلانية. ولامتلاك كل منهما تصورا متكاملا حول القومية العربية والوحدة العربية»
ورت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)