شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 45)
- المحتوى
-
وان كان يعاب على الاول اقتصاره على الجانب النظري المحض. فهو درس في الولايات المتحدة
الاميركية؛ ويعمل استاذاً جامعياً في الجامعة الاميركية في بيروت, الامر الذي وسم كل كتاباته
بمناهج التفكير الليبرالي» وتآثره بالتجارب الوحدوية التي عرفتها اوروبا قديماً. اما الدكتور
نديم البيطار. فله العديد من الكتب والمؤلفات» تدور, في غالبيتهاء حول نقد الفكر القومي
العربي السائد» واعتباره فكراً متخلفاً. فهو يعتبر ان الفكر العربي» من حيث تحديد الطريق
الى الوحدة, فكر متخلف من الناحية العملية. وفسر هذا التخلف بقصور المفكرين العري,
وعجزهم؛ عن استيعاب التجارب الوحدوية في التاريخ» والاستفادة منها(: '), معتبراً ان نضال
العرب من اجل الوحدة لا يختلف عن النضال الوحدوي الذي خاضته شعوب عدة: عبر
التاريخ: من اجل وحدتها. '
وفي كتابه «من التجزئّة الى الوحدة»» بين البيطار ان الدراسة الموضوعية والتاريخية,
لتجارب الشعوب الوحدوية اكدت وجود ثلاثة قوانين توفرت في هذه التجاربء وكانت العامل
الحاسم في النجاح في تحقيق الوحدة؛ ويجب ان تتوفر في اي عملية وحدوية. هذه القوانين هي :
الاقليم القاعدة؛ بمعنى ان اي شعب يريد ان يوحّد اجزاءه يجب ان تتوفر لديه
قاعد كر المنطلق من اجل الوحدة.
؟ - شخصية السلطة:» او الزعيم الملهم» الذي يستقطبء بمواصفاته الخاصة وايمانه
الوحدويء الجماهير من حوله.
" - المخاطر الخارجية؛ حيث ان وجود خطر مهدد للامة في وجودها يشكل دافعاً وحافزاً
يدفعها الى التوحد والتقارب.
وقد خلص البيطار الى ان هذه العناصر الثلاثة توفرت في مصر الناصرية» حيث سنحت
امام العرب فرصة تاريخية ليحققوا وحدتهم في ظل زعامة عبد الناصر؛ الا انهم لم يستفيدوا
منها. ويعتبر البيطار ان «الطريق الى الوحدة تستحيل دون الارتباط بمصر الناصرية والعمل
معها بدا واحجدة. ان امعان الوحدة العربية يرتيط اول ويشكل اساسي : يما يحدث من
تطورات واتجاهات وحدوية ثورية في مصر. والمستقبل العربي يرتبط بهذه التطورات
والاتجاهات»(١).
الا ان البيطار تدارك الامرء واعترف بان المرحلة المقبلة ريما تقود الى اداة ايديولوجية
أخرى تستقطب العمل الوحدوي العربي وتقود الى الوحدة.
واذا كانت شروط او قوانين العمل الوحدوي - حسب رأي البيطار تشترط ثلاثة
متطلبات: نسأل: ألا يمكن لايديولوجية الثورة الفلسطينية ان تكون هي الاداة الوحدوية: فى ف
ظل غياب عبد الناصر ؟
فقد توفرت لدى الثورة الفلسطينية القاعدة, عندما كانت في الاردن؛ ثم في لبنان» وكانت
قاعدة ثورية مقاتلة . وتوفرت لها الزعامة؛ او القائد الملهم: والذي لا نعتقد بانه يجب ان يقتصر
على فرب محددء بل يمكن ان تتجسد في فكر ثوري وقيادة ثورية مقاتلة وملتزمة بقضايا
الجماهير. والقانون الثالث المخاطر الخارجية هو ابرز ما يكون واكثر الحاحاً بالنسية الى
الثورة الفلسطينية عن غيرها من القوى.
يبدى ان البيطار لا يتفق معذا في الرأي لانه يرى ان الثورة الفلسطينية افتقرت الى اهم
عنصرء وهو القصد الوحدويء وانها مهيمن عليها من قبل العقلية الاقليمية» والعقلية التي
َع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)