شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 91)
- المحتوى
-
عاملاً لديه, إلا اذا كان راضياً عنه, وإلا اذا ملا استمارات تزداد تفاصيلها مع الزمن:
وتتناول كل علاقاته؛ وكل اوضاعه؛ وكل حركات وسكنات روحه؛ فالرأسمالي «راض» عن
عامله. والعامل مضطر ل «يرضى» عن عمله لأنه من دون ذلك يموت جوعاً . لكن علاقة
الاستغلال هي شاذة انسانياً: وتفرض الصراع » مهما تطور «السلام» بين الطرفين. إذا قلنا
ب «السلام الطبقي». لا نلغي «الصراع الطبقي»؛ لان هذا ناجم عن الشذوذ في العلاقة
الانسانية بين المستغلين والمستقلين» ولا يهداء الا بزوال ذلك الشذوذ . والشىء ذاته, اذا قلنا
ب «السلام» بين الورم الخبيث والجسم؛ فلا يودي ذلك الى عدم تفاقم المرضء ولا الى عدم
ضرورة أحد حلين: إما الانقان الجراحىء او الموت.
كانت مهمة الديمقراطيات - الاشتراكية التاريخية هيء بالضرورة؛ قيادة النضال
الطبقي للطبقة العاملة, أي القيادة الانسانية الارادية الواعية لحركة الطبقة العاملة ضمن
معطيات الصراع الطبقي التاريخية نحو تحرير ذاتها من الاستغلال الرأسمالي.
العنف هو أحد اشكال النضال الطبقي التاريخيء وفي مراحل معينة منه. وهو فوق ذلك
وسيلة محض دفاعية لدى الطبقة العاملة, بعكس ما تحاول البورجوازية الايحاء به.
الرأسماليون هم المعتدون على العمال دوماًء مثلما كان السادة الاقطاعيون المعتدين على
العييد والاقنان دوماً . لكن كان اعتراض العبيد على الظلم؛ : وتمردهم عليه. هى في عرف
القانون الاقطاعيء اعتداء على سيادة الاقطاعيين: لا على الاقطاعيين؛ والفارق كبير. كذلك
اعتراض العمال على الاستغلال الرأسمالي» وتمردهم عليه؛ هو. في نظر القانون البورجوازي,
اعتداء على سيادة البورجوازية» ولذا يستحق كل عقوبة.
لذاء المناداة ب «السلام الطبقي», انطلاقاً من ان العنف هو سلاح الطبقة العاملة في
حركتها التاريخية: تقع في خطأ كبير ناجمة عن وهم بورجوازي. عندما يُضرب العمال من أجل
مطلب نقابيء أو سياسيء تلج الدولة البورجوازية الى كل انواع القمع» فمن يكون المعتدي
حينئذ؟ ومن يكون العنف وسيلته الدائمة؟ الاضراب ب هى حق ديمقراطي للعمال؛ كذلك عقد
الاجتماعات؛ كذلك الانتماء الى أحزاب بروليتارية. ولكن ما هو موقف الحكومة البورجوازية
عموماً. من هذه الحقوق «الديمقراطية»: «السلمية»؟ القمع؛ أي العنفء الذي يتراكم. حتى
يولد ردة فعل من نوعهء هيء ان انتصرت, تعمل على المصالحة:؛ وان نهزمت تتعيض للانتقات
المريع» واحياناً لابادة العناصر الثورية. الامثلة التاريخية؛ والواقعية: على ذلك لا حصر لها .
ومثلما أن قيادة الديمقراطيات الاشتراكية لنضال الطبقة العاملة ما كان يمكن ان
يعني التحرك الطائش الأهوجء كذلك: فان انتهاجها طرق «المصالحة الطبقية» ما كان يمكن
ان يعني التعقل والرزانة» وانما ما عناهء ويعنيه, هى فقط التسليم بالقيادة البورجوازية
للمجتمع؛ ووضع الذات بشكل مقصودء أى غير مقصود, في خدمة تلك القيادة.
لا قلناء ان المنحى الثاني الذي سارت فيه الاجتهادات الديمقراطية الاشتراكية في
نهاية القرن التاسع؛ هو منحى تجنيد العمال في المسألة القومية» وهو ليس منحى بديلاً من
الاولء وانما هو مرافق له» وربما ناتج عنه.
ليس الجدلء هناء في كون الطبقة العاملة لديها مستوى عال من العواطف القومية. وفي
كون المصلحة القومية هي مصلحتهاء وفي كونها كانت وقودا اساسياً للمعارك؛ التي وقعت
باسم المصالح القومية, طيلة عصور سيطرة البورجوازية» وعلى مستوى العالم كله. انما
أن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)