شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 96)
- المحتوى
-
وهذا كثيراً ما يغيب عن اعتبار العديد من القوى الثورية الدولية.
بالنسبة الى التنظيمات الصهيونية» السرية والعلنية في أورويا الشرقية والوسطىء فانها
ركبت - كما قلنا موجتين مترافقتين: الموجة الدينية الرجعية؛ وموجة الدفاع عن النفس ضد
معاداة السامية. واستطاعت البورجوازية الدولية ومنها البورجوازية اليهودية؛ التي توا
القيادة الصهيونية» أن تصل بين الموجتين: وان تخلق من ذلك تركيباً تاريخياً ل ف
رجعيته, إذ يوجد منه الكثين ولكنه غريب في لون قناعه, الرجعي والتقدميء في الوقت عينه,
وغريب في حرصه على اللونين. الرجعي والتقدمي معا ٍ
بوصل الموجتين المذكورتين أصبح الدفاع عن. النفس ضد معاداة السامية دفاعاً عن
النفس ضد «الاضطهاد القومي»: وأصبح الرد على ذلك لا علاقة له بمعاداة 5 السامية مطلقاً:
وانما يتالف من بندين أساسيين: الأول» هو تحويل الرابطة الدينية» خلافاً لكل منطقء الى
رابطة قومية؛ والثاني» الانطلاق من ذلك في بناء وطن قومي لليهود .
الموجة الدينية يمكن ان يصدر عنها ذلك؛ أما موجة الدفاع عن النفس ضد معاداة
السامية, فكيف تحولت الى هذا الموقف؟
هنا دخلت ديماغوجية المنحى القومي في نهاية القرن التاسع عشر.
ففي اطروحات المنحى القومي المذكور, المعركة «القومية» لها الأولوية على المعركة
الطبقية البروليتارية؛ من جهة » والطبقة العاملة يجب ان تركز في خوض نضالها الطبقي على
اطارها «القومي»؛ وأن تحافظ على هذا الاطار. من جهة أخرى. عليها ان تكون «قومية» أولاً:
وماركسية ثانياً.
والصهيونية تطرح نفسها حركة «قومية» و«تحررية»: ولذا يمكن ان «تتحالف». وفق ذلك
المنطقء مع الطبقة العاملة اليهودية. هذه المغالطة الكبرى ضريت اسفينين كبيرين في كفاح
الطبقة العاملة اليهودية: الأول هو أن عملاء الصهيونية قاموا بعمليات تخريب كبيرة داخل
التنظيمات العمالية» وخصوصاً في تنظيمات الطبقة العاملة اليهودية؛ ونجحوا في حرف جزء
من العمال عن نضالهم الطبقيء وفي تجنيدهم في الثورات المضادة؛ والاسفين الثاني هو ان
الصهيونية استطاعات التغرير بعدد كبير من فقراء اليهوب» وعمالهم» ومتوسطي الحال بينهم:
وان تنقلهم الى فلسطين, حيث تعرضوا لمختلف صنوف الاستغلال: وحيث استخدموا حرية
في مراحل الاستيطان والاستعمار الصهيوني, وحيث استخدمواء وتستخدم الآن ذريتهم,
أداة رخيصة في يد الامبريالية الدولية.
انا استخدام الفقراء والعمال بشعارات خادعة في مخططات رجعية ويورجوازية متنوعة
لم تنفرد به الصهيونية. فالبورجوازية الدولية تبني هياكل تنظيمية متنوعة في كل مكان في
العالم الرأسماليء وتكلفها بالقيام بمختلف المهمات القذرة؛ المضادة للثورات؛ ومنها ذات
الطابع الاجرامي المباشي.
يساعد البورجوازية الدولية في ذلك قدرتها المادية الضخمة؛ فهي تستطيع؛ ان«تستاجن,
نصف العمال... حسب مبدأ المصرفي غولد ( ونقصدء نحنء انها هكذا تحاول دائماً )؛
ويسساعدهاء أيضاًء عاملان موضوعيان: الاول: هى وجود وتزايد جيش العمل الاحتياطى
الواسع: أي منجموع الذين دمرت الرأسمالية حياتهم الاقتصادية الفردية (.من الحرفيين
والفلاحين ) في مختلف المجتمعات» دون ان .تقدم لهم عملا . وحولتهم الى فقراء مدن» الى طبقة
536 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)