شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 97)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 97)
المحتوى
مهترئة» إلى هامشيين, إلى منبوذين إلى آخر التسميات. جيش العمل الاحتياطي» هذاء هو
الذي تجند البورجوازية من بين صفوفه غالباً ما يلزمها لأغراضها السياسية: والعسكرية,
والاجرامية» لا سيما ان النشاط السياسي الثوري في اوساطه: غالباً ما يكون ضعيفاًء أوحتى
معدوماً.
العامل الموضوعي الآخرء هو كون العمالء في ظل النظام الرأسمالي, لا يستطيعون كسب
حياتهم الا بالخضوع للاستغلال الرأسمالي؛ أي إلا بأن يوجروا قوة عملهم للرأسمالي,
ويقدموا مقابل ذلك: من الجهد المفيدء اكثر بكثير مما أخذوا.
اذن: لكي يناضل العامل يجب ان يعيش أولاء ولكي يعيش يجب ان يخضع للاستغلال
الرأسمالي؛ أي يجب : إما آلا يناضلء أو ألا ترتفع حدة نضاله الى درجة تتعارض ومعيشته.
هذا نوع من الحلقة المفرغة, التي تستفيد منها الرأسمالية طبعاً الى درجة كبيرة» وتستغلها
قصى استغلالء ولكنهاء في الوقت عينه. ليست مستعصية على العمل الثوري؛ كما دلت
التحية التاريخية. إنما يحتاج الأمر الى طليعة ثورية ذات أفق نظري واستراتيجي واسع:
تستطيع توظيف الطاقات الايجابية في المجتمع لصالح الثورة. هذا يتم تاريخياً ويتنامى
ويتطور؛ ولسنا هنا في معرض التحدث عنه؛ ولكن لا بد من الاشارة» إلى ان غيابه؛ او ضعفه
يترك المكان خالياً لكل النشاطات السياسية الرجعية والمضادة للثورة» ويترك الكادحين
الفقراء. من كل نوعء والطبقة العاملة أيضاًء فريسة للقيادات الرجعية والبورجوازية
امتلكت الصهيونية الدولية عاملاً مساعداً اضافياً. وهو ان مجموعات الفقراء
والعمال الذين غررت بهم ونقلتهم الى فلسطينء وضعوا في ظروف لا يستطيعون فيهاء عملياً
سوى الخضوع. في النهاية, للقيادة الصهيوزية.
لم يكن العمال الوافدون» رغم ظروفهم السيئةء. فريسة سهلة للقيادة الصهيونية» انما
وجد بينهم مناضلون أشداءء سلطت عليهم الصيهونية الفلسطينية والسلطة البريطانية معاً
مختلف انواع :التصفيات:ء ومنها الاجرامية.
التنظيمات الصهيونية السياسية؛ منذ أوائل هذا القرن, كانت إما يمينية ( دينية» أو
دينية - عنصرية )؛ وهي أقلية؛ ( ولكن أقلية هامة جداً )» أى صهيونية - اشتراكية ( أو
صهيونية ‏ اجتماعية بتسمية أدق )» وهي أغلبية» من جهة؛ وقادت عملية الاستيطان,
والاستعمار الصهيوني في فلسطين: كما قادت؛ فيما بعدء الحكم في اسرائيل؛ من جهة أخرى
لا كان التمهيد لظهور الصهيونية «الاشتراكية» في فلسطين هو انشاء الهستدروت.
اسم الهستدروت يعني «النقابة العامة للعمال في ايرتس ‏ يسرائيل». «ايرتس -
يسرائيل» تعنى؛ هناء «ارض - اسرائيل»: ولكن بالحدود التوراتية, اي بالحدوب المتخيلة لدى
الصهيونية الدولية» وتشمل أراضي واسعة في الشرق الاوسط.
اذن: اسم الهستدروت ذاته يعبر منذ العام ‎,١157١‏ أي منذ انشاء النقابة» عن الوظيفة
الاستعمارية؛ الاستيطانية, التي يفترض أن تقوم بها.
لقد ظهرت الهستدروت الى الوجود بتأثير عاملين متناقضين: الأول هو شعور كادحي
المماجرين الأوروييين بالحاجة الى تنظيم نقابي. يضمهم. والثاني هى شعور القيادة
الصهيونية بالحاجة الى تشكيل اجتماعي يضم فقراء المهاجرين وفئاتهم الوسطى» ويسخرهم
في تنفين المخططات, التي هُجر هؤلاء الى فلسطين من أجلها.
13
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)