شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165 (ص 106)
- المحتوى
-
المختار» ويذا اصبح تاريخ هذا الشعب محط عناية الله أي ان التاريخ: هناء اصبح يعبر
عن فكرة مقدسة ومطلقة. ولكن هذا التاريخ تاريخ ذو مغزى اخلاقي يستخلص منه ا مؤمن
العبر؛ بل ان العبرة» في كثير من الأحيان» آأهم من الحدث ذاته . وهى يتبع نسقاً دينياً محدداً
يختار من الحدث ما يخدم الهدف ويلجآً الى المجاز والاستعارة والرموز والمبالغة ليوصل
الحكمة الى القارىءء وبالتالي كشيراً ما تتناقض وقائع هذا التاريخ مع وقائع التاريخ
الموضوعيء وان كانت تتفق معها احياناً. وكثير من القصص التي وردت في العهد القديم
والتي تدعي لنفسها التاريخية لا يمكن اثباته بالعودة الى التاريخ ذاته. كما ان بعض المدونات
الآشورية والبابلية والمصرية تعطيناء احياناًء صورة مختلفة تماماً؛ فمثلاًء يأتي ذكر سليمان
في التاريخ التوراتي المقدس على انه كان ملكاً عظيماً مهاباًء بينما نحن نعرف ان المملكة
اليهودية تحت حكمه قد ازدهرت حقاً. ولكننا نعرفء أيضاًء انه كان ازدهاراً مؤقتاً بسبب
الفراغ السياسي في الشرق الاوسط القديم. كما نعرف ان مملكته لم تكن تختلف كثيراً عن
الدويلات الاخرى التي ازدهرت في تلك المنطقة بسبب غياب الامبراطوريات العظمى التي
اكتسحتها وتقاسمتهاء فيما بينهاء بعد ظهورها ( وهذه كلها جوانب يسقطها التاريخ المقدس
ولا يعنى بها ). كما نعلم أن سليمان؛ في عظمته. لم يصل, في اي حال الى تلك الابعاد
الاسطورية التي تتحدث عنها الرواية التوراتية.
وثمة مدارس عديدة: لكل رأيها في قصص العهد القديم؛ اذ يرى البعض ان التاريخ
الذي يرد في العهد القديم هى تاريخ رمزي؛ فابراهيم ليس شخصية 4 تارية ية» وانما هى يمثل
مرحلة؛ وبالتالي فهو رمز أكثر أهمية ودلالة وعمقاً من الواقعة التاريخية
وهناك من يذهبون الى طرف. النقيض ويحاولون دراسة التاريخ من خلال المعلومات
الواردة في العهد القديم. | _
وهناك من يختطون طريقا وسطا بين المدرستين. ونحن نطلق على هذا القصص الد
الذي جاء ذكره في العهد القديم» التاريخ المقدس او التاريخ التوراتي» وهو جزء من تاروع
اليهودية اكثر منه جزء من تاريخ الجماعات اليهودية: ويمكن للباحث ان يستفيد منه في معرفة
التاريخ الواقعي». دون ان يكون ذلك ملزما له. ونحن نرى ضرورة اضافة عبارة «وحسب
الرواية التوراتية» أى عبارات مماثلة حينما يستند الباحث الى الوقائع التي وردت في العهد
القديم, وحينما يستخدمها كمادة تاريخية
وتعبيراً عن هذا التمييز بين التاريخين: تاريخ اليهوبية وتاريخ الجماعات اليهودية» نرى
ضرورة اسقاط بعض المصطلحات الشائعة والتى تعترض مثل هذا التداخل؛ مثل «مرحلة
الهيكل الاول» أى «هدم الهيكل» أو «الكومونولث الاول» أ «بعد تحطيم هيكل تيتوس». فهذه
احداث ذات دلالة دينية لا تصلح لتفسير التاريخ الموضوعى ٠.
ومن المصطلحات الشائعة التي نرى ضرورة استبعادهاء لانها تعترض تداخل وتوحد
تاريخ العقيدة اليهودية بتاريخ الجماعات اليهودية ( بل والتاريخ المقدس كذلك ), مصطلح
«التاريخ اليهوبدي». فهو يفترض ان ثمة بناء تا ريخياً يهودياً يتواجد د اخله. اليهوب وحدهم,
يتفاعلون مع غدة عتاصر قاصرة عليهم, ».من أهمها دينهم وبعض الاشكال الاجتماعية التي
يتوهم بعض المؤرخين أنها مقصورة عليهم. واستقلالية يناء تاريخي ما تعني استقلالية
ابنيته الاقتصادية والاجتماعية والابنية الحضارية ( والرمزية ) المرتبطة بهء الى جانب وجود
١م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 164-165
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)