شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 63)
- المحتوى
-
محمد حافظ يعقوبي
فلسطين, في منفاه في جزيرة سانت هيلانة: «لو كنت حصلت على عكا. لكنت وصلت الى القسطنطينية
والهند. كنت سأغير العالم».
الوجه الشرقي للصورة
ترافق ازدياد اهتمام الدول الاوروبية الكبرى بالسمألة الشرقية مع ظهور الضعف العثماني:
من جهة؛ ومع خطط ربسمت بغرض توطين فلسطين بيهود؛ من جهة اخرى. كانت المشروعات في هذا
الصدد عديدة: بعدد الدول الكبرى آنذاك», واكثر قليلاً. . ومن جهتهاء لم تخل فرنساء الملكية ثم
الثورية. هي ايضاً من مشروعات مماثلة؛ ومن سياسة تجاه «المسألة اليهودية». غير ان اسباب بقاء
هذه المشروعات في حيز الخططء او التصوراتء وعدم انتقالها الى اطار الفعل والتنفين تعود, اساساًء
الى وضع فلسطين والدولة العثمانية ذاتهاء والى عدم استجابة اليهود لها في الوقت عينه.
ففي الفترة التي كان نابوليون بونابرت يجهز حملته الى مصر, تُشرت؛ في بدايات العام ا :
رسالة طويلة» مفتوحة» مقفلة التوقيع؛ على نطاق واسع في فرنساء تحت عنوان «رسالة الى الاخوان».
ولم تلبث ان نشرتء على نطاق واسع. في اورويا كلهاء وخاصة في بريطانيا؛ نشرتها بتاريخ العاشر من
حزيران ( يونيو) ١/54 صحيفة «بريد لندن» (5© 107107 065 00117167 ) في كراس مستقلء ثم نشرت
بكاملها, بعد ذلك, في صحيفة اخرى هي «وقائع سانت جيمس» (©017:0711 5-65 ) بتاريخ 6 ١
تموز ( يوليى) 0117/99).
تجدر الاشارة الى ان السياسة الفرنسية» منذ ما قبل الثورة» كانت تولي عناية خاصة وتضع
الخطط من اجل كسب تأييد الاقليات وحل مشكلتهم ( الأمر ذاته ينسحب على بريطانيا وغيرها منذ
أيام كرومويل ). يشمل هذاء بالطبع, اليهود الى جانب البروتستانت7؟). وثمة خطة وضعتها الحكومة
الفرنسية ايام الديركتوار. حتى قبل تجهيز حملة بونابرت الى الشرق في هذا الصدد.
مما يلفت النظر في امر هذه الرسالة الموجهة الى الاخوان ان مضمونها لا يختلف, اطلاقاً. عن
تلك التي سيقوج يونابرت باصد ارها.باسمه. من جهة. او بجزء من الاجراءات التي اتخذهاء يعد 5
صار القنصل الاولء ثم الامبزاطور. بصدد «المسألة اليهودية»» في فرنساء فيما بعد . فالرسالة «الى
الاخوان» تقترح على اليهود انتخاب مجلس تمثيلي يتفاوض باسمهم مع الحكومة الفرنسبية بصدد
انشاء كومنولث يهودي على ارض فلسطين, التي تقع «في مركز العالم. ستصبح مركزاً تجارياً عالمياً
وسوف تسيطر عبر البحر الاحمر بشكل خاصء على التجازة مع الهند» والجزيرة العربية واثيوبيا
شرق افريقيا»(*).
وككل السياسيين الكبار الذين يريدون صنع القدرء حاول بونايرت ان يلعب دوراً عالمياًء وليس
فرنسياً فقط. وهذا يفسر, في الوقت عينه, سياسته المعقدة والخلاف حول تفسير اعماله. لقد كان لاعب
شطرنج كبيراً في مجال السياسة؛ لاعباً لا يخلو. بالطبع؛ من العبقرية والذكاء. وكان: في الاساسء ابناً
مخلصاً للثورة الفرنسية التي كانت بورجوازية بامتياز. كان يلمسء في طريقه, كيف كانت الشعوب في
اورويا تستقبله. وقد عرف قوة هذا العامل الكبير في اضعاف خصممه. وهذا يفسر آماله في ان سكان
مصر وسوريا سوف يساعدونه بالثورة ضد السلطنة العثمانية؛ كما يفسر, في الوقت عينه, رسالته الى
المصريين في مطلع حملته. ٠ فهي مكتوية بلغة الناس. . وحتى «يما يناسب عقولهم»: : ويسم الله الرجمن
الرحيم»؛ هكذا بدأ « قولوا لامتكم ان الفرنساوية هم؛ ايضاًء مسلمون مخلصون... اثبات ذلك انهم
نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان؛ دائماًء يحث النصارى على محاربة
515 لشوُون فلسطزية العدد 177 -177., كانون الثاني /شباط ( يناير/ فبراير ) ١941/ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 166-167
- تاريخ
- يناير ١٩٨٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 18071 (3 views)