شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 64)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 64)
المحتوى
حت نايوليون بونابرت وفلسطين واليهود
الاسلام»().
هذا يفسرء كذلك: رسالته الموجهة الى يهوب الشرق. فهي تخرج عن الاطار العام لمساعيه لكسب
تأبيد السكان المحليين: او على الاقل قسماً منهم, وتجنيدهم في معسكره. في 57 نيسان ( ابريل )
89 »: نشرت «المونيتور» (1/107115217 1-6 ) ‎٠‏ جريدة الحكومة الفرنسية: ما يلي: «قام بوذابرت بنشر
تصريح يدعو فيه كل يهوب آسيا وافريقيا لكي ينضووا تحت رايته من اجل بناء القدس القديمة».
بحسب المؤرخين» خلال حصار عكاء ويعد موقعة جبل طابور التي هزم فيها نابوليون القوات العثمانية
القادمة من دمث مشق لفك الحصار عن عكا ( ‎١1‏ نيسان - ابريل )» » اصدرت قيادة الجيش الفرنسي من
القدس ( مع العلم بأن نابوليون لم يدخل القدس أبدأ ) نداء بتوقيع بونابرت نفسه الى «الورثة
الشرعيين لأرض - اسرائيل»('). ويحسب المؤرخينء كذلك. ظل نص التصريح او النداء هذا غير
معروف الى ان تم كشفه سنة 19728 ( وبحسب آخرين 1475 ) بالصدفة في موجودات اسرة يهودية
في مدينة فيينا ترجع صلاتها الى حاشية نابوليون في الشرق7"). ثمة اتفاق بين المؤرخين يؤكد ما سنبينه
من الفقرة اللاحقة من ان نص التصريح - النداء طبع بكميات قليلة ووزع ضمن نطاق محدودء لأن
الغرض الاول منه كان في الحقيقة: تجنيد اليهود الشرقيين الذي شرع فيه نايوليون قبل حصار عكا
بوقت قصير؛ وكان الغرض الثاني منه متعلقاً بسياسة الثورة الفرنسية الاوروبية عامة. فثمة اشارات
تدل على ان تصريح نابوليون قد تم تداوله في بعض الغيتوات اليهودية في اوروبا الوسطىء والشرقية»
بشكل خاص . وليس بمستبعد ان تكون الحكومة الفرنسية هي التي قامت بتوزيع هذا التصريح هناك
( والا كيف يمكن تفسير انه لم يعثر عليه الا بالييديشء وبعد ‎١١١‏ سنة؛ وفي فيينا ؟ ). وبحسب
ماهلرء نشرت الصحيقة الرسمية الفرنسية «المونيتور». في باريس» انه «ليس من اجل اعطاء القدس
لليهود فتح نابوليون سوريا . فخططه الاصلية تذهب ابعد من ذلك: الاستيلاء على القسطنطينية»().
وفي كل الاحوال؛ فان صدى المشروع بين يهوب الشرقء الموجه اليهم النداء» كان سلبياً(”'). ما
لم يقله المؤرخون الصهيونيون» يشرحه التاريخ لحسن الحظ. فالمشروع النابوليوني كان واحداً من
سلسلة من المشاريع التي لم تنقطع منذ صعود الكولونيالية المركانتيلية. وكان» في حقيقتهء لصالح
المشروع الامبراطوري ( الامبريالي اذا ) الفرنسي . مما يفسرء مثلاء ان حاييم فارحيء وهى حاخام
ووزير مالية والي عكاء احمد باشا الجزارء كان من بين المدافعين عن المدينة ضد المهاجمين. اما في
اورويا الغربية, على العموم» فان سلبية اليهود تُفسرها معاكسة المشروع لتاريخهم الخاص وميلهم
الخاص الى الانخراط الواسع في الحركة الاجتماعية العامة لمجتمعاتهم التي كانت» من حيث هي
اتجاهء بدآت تنمو آنذاكء والذين سيلعبون فيها دوراً هاماً ستظهر آثاره فيما بعد.
الوجه الغربي للصورة
تبقى نقطة اخرى يصدد نابوليون وسياسته «اليهودية», تتعلق بموققه من اليهود في فرنسا ذاتها
حين صار الحاكم الفعلي. وعلى اهميتها البالغة, فالمؤرخون لا يخصصون لهاء عادة, الاهتمام الذي
1 تستحقه, بمن في ذلك مؤرخو اليهود واللاسامية.
عملياً. ادرك بونابرت: القنصل الاول ثم الامبراطورء ان على الثورة, مثلها في ذلك مثل كل سلطة,
من اجل نجاحهاء من جهة: ومن اجل حماية نفسها من اعدائهاء من جهة اخرىء ان توحد الشعب
الفرنسي وراءها. وكمثل ما اراد لويس السادس عشرء وعمل له وزيره مالزيربء ان على نابوليون ان يحل
مشكلة الاقليات «بحيث تصير نافعة للدولة»(١١),‏ من طريق الغاء العنصر الديني الذي يعيق «اندماج»
الشعب الفرنسي ببعضه.
العدد 177 -177١ء‏ كانون الثاني /شباط ( يناير/ فيراير ) /1941 شبون فلسطزية 35
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)