شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 166-167 (ص 66)
المحتوى
نايوليون بونادرت وفلسطين واليهود
الصياغة الاخرى للنص
لو اردنا ان نبحث عن الكلمة المفتاحية في نص تصريح بونابرت» لوجدنا انها كلمة «اللحظة» ( المناسبة ).
فقبلها الانتظار ( الفي سنة )2 وبعدها ( يوجد شرط هنا: ان لم يصار الى استغلالها )» ثمة الانتظار كذلك
( آلاف السنين ). انها لحظة حاسمة, اذاًء ما دامت تفصل ما بين امتدادين تاريخيين بهذا الاتساع. اما
تحقيق الشرط ( استغلال للحظة ) فسهل. . بل ان سهولته تزداد لدى ربطه في هذا السياق التاريخي المكون
من آلاف السنينء حيث تشكل اللحظة حداً فاصلاٌ بين ما هو قبل وما هو بعد . انه اخذ ما تم اخذه ( من
قبل فرنسا )» » وصيانته .
على هذا يمكن لنا ان نعيد صوغ النصء محافظين على مفرداته ذاتهاء ولكن انطلاقاً من فكرته
( جملته ) المفتاحية, فيصبح على الشكل التالي:
اولا: استيقظوا ( فهذا هى) الوقت المناسب ( ل ) تحقيق وجوبكم السياسي كأمة ( في ) فلسطين.
ثانياً: الصياغة الجديدة للنص ( بعد ان اسقطنا منه كل ما هى غير جوهري ):
«حانت الفرصة _قد لا تتكرر قبل آلاف السنين... وجوبكم السياسي كأمة... من اجل اخذ ما تم غزوه...
من موضوعات السلطة الفرنسية؛ ؛ وان السلطات كانت بدأت تهتم بها منذ اواخر ما يسمى بالعهد
القديم . فلقد كان واضحاً؛ منذ ذلك الوقتء ان ثمة خللاً قائماً في البنية الاجتماعية: وهو خلل كان يعبر
عن ان البنى الاجتماعية ‏ الادارية ما عادت تتناسب مع التغيرات القائمة داخل المجتمع الفرنسي
الذي كان يترسمل ويتصنع بوتيرة متصاعدة.
ما تغير في الأمرء هو هذه الديانة الجديدة التي احضرتها الثورة معها. وهي ديانة معادية للأديان»
ولرجال الدين بشكل خاصء وتمثلت في عمليات تصفية لهم استمرت طويلاً وتمت باسم التقده5).
وان هذا العداء للدين ولرجاله قد. انعكس على طريقة تعامل نايليون» الذي صار امبراطوراً في العام
1807. أي بعد سبع سنوات من ندائه الشرقي هذا؛ وهي طريقة تكشف عن براغماتية ‎٠‏
‏السياسي بونابرت» بالقدز الذي تكشف عن ازدواجية خطايه7؟0).
بعبارات اخرىء ثمة وجهان مختلفان في ما يتعلق بسياسة نابوليون تجاه اليهوب. ففي الوقت
الذي يريد من يهود الشرق ان يتمسكوا بيهوديتهم هناك: وان ينخرطوا في نطاق برنامجه الامبراطوري
الكبير والحروب التي يستلزم هذا البرنامج خوضهاء من اجل تغيير الخارطة الكونية المعروفة في ذلك
الوقت» يريد نابوليون من يهود فرنسا بشكل خاصء ومن يهوب المناطق الاوروبية الاخرى التي تحتلها
قواته بشكل عام, ان يندمجوا . ان يصيحوا «فرنسيين» ‏ بحسب لغته -, أي ان يتخلوا عن يهوديتهم .
نقول: ان الوجه النابوليوني الفرنسي تجاه المسألة اليهودية في فرنسا هى غير وجهه «العسكري» تجاه
يهود الشرق. هل هذا يقسر لماذا كان رد القعل اليهودي في الشرق تجاه مشروعه سلبياً ؟
لقد كان نابوليون» ابن الثورة وابن الجبلء: احد ورثة عصر الانوار. عصر الانوار الذي اراد ان
يستبدل الدين: الذي يقوده رجال الاكليروس بدين التقدم والعلم. واذا كان المطلوب من الكاثوليك,
والبروتستانت: وغيرهمء ان يكفوا عن كونهم كذلكء وان الانتساب الى دين التقدم الجديد هذا يمر عبر
انتقاد الكنيسة ورجال الدين وسلطتهاء فان اليهوب همء بدورهمء خضعوا للمعيار عينه . فهم ما عادوا
شبه العهد العتيق» الخ؛ بل صاروا يقوّمون باسم العقل. ولآن كل شيء حوكم باسم العقلء صارت
مسؤولية الدين اليهودي ضعيفة: وكذلك اليهوب أنفسهم. فالانسان طيب بطبعه. المجتمع المسيحي
العدى 2177-77 كانون الثاني / شباط ( يناير/فبراير ) /1941 امون فلسطزية 33
تاريخ
يناير ١٩٨٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)